للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولا طائِرٍ يطير بجناحيه إلاَّ أمم أمثالكم مَّا فرَّطنا في الكتاب من شيء ثمَّ إلى ربهم يحشرون - والَّذين كذَّبوا بِآيَاتِنَا صمٌّ وبكمٌ في الظُّلمات من يَشَإِ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراطٍ مستقيمٍ) [الأنعام: ٣٨-٣٩] .

وجه المماثلة بين الحيوانات وبني الإنسان:

قال ابن عباس في رواية عطاء: (إلاَّ أمم أمثالكم) [الأنعام: ٣٨] ، ويريد: يعرفونني، ويوحدونني، ويسبحونني، ويحمدونني، مثل قوله تعالى: (وإن من شيءٍ إلاَّ يسبح بحمده) [الإسراء: ٤٤] ، ومثل قوله: (ألم تر أنَّ الله يسبح له من في السَّماوات والأرض والطَّير صافاتٍ كلٌّ قد علم صلاته وتسبيحه) [النور: ٤١] .

ويدل على هذا قوله تعالى: (ألم تر أنَّ الله يسجد له من في السَّماوات ومن في الأرض والشَّمس والقمر والنُّجوم والجبال والشَّجر والدَّواب) [الحج: ١٨] وقوله: (ولله يسجد ما في السَّماوات وما في الأرض من دابّةٍ والملائكة وهم لا يستكبرون) [النحل: ٤٩] ، ويدل عليه قوله تعالى: (يا جبال أوّبي معه والطَّير) [سبأ: ١٠] ، ويدل عليه قوله: (وأوحى ربُّك إلى النَّحل) [النحل: ٦٨] ، وقوله: (قالت نملةٌ يا أيُّها النَّمل) [النمل: ١٨] ، وقول سليمان (عُلّمنا منطق الطَّير) [النمل: ١٦] .

وقال مجاهد: أمم أمثالكم، أصناف مصنفة تعرف بأسمائها، وقال الزجاج: أمم أمثالكم في أنها تبعث.

وقال ابن قتيبة: أمم أمثالكم في طلب الغذاء، وابتغاء الرزق، وتوقي المهالك.

<<  <   >  >>