الرياضيات، وفي هذه الحالة لا بدّ أن يسلم بوجود قوة خالقة عاملة وراء هذا كله.
ومنذ وجود أول حيوان ثديي على هذه الأرض، والأنثى مزودة بمصنع لإنتاج اللبن، وذلك لكي يضمن الصغير الحصول على غذائه بمجرد خروجه من بطه أمه، ولو لم يجد هذا الثدي الذي يبرز من جسم الأم منذ أول حيوان ثديي لما أتيحت فرصة النمو والبقاء على قيد الحياة لأول مولود، أي أنها عملية مدبرة ومقدرة منذ البداية، ولا تخضع للتجربة والخطأ، إذ أنها لا تحتمل الخطأ مرة واحدة.
فهل يمكن أن يتصور أيّ إنسان عاقل أن تزويد الأم بطعام الصغير المولود يأتي نتيجة مصادفة عمياء؟ ولبن أنثى الحيوانات الثديية - علاوة على فائدته الغذائية - نجده مزوداً بمواد تحمل للمولود مناعة ضد الأمراض إلى أن يشب عن الطوق، ويمكن جسمه من الدفاع عن نفسه. وجميع الجهود التي تضافرت لصنع الألبان اللازمة لتغذية الصغار فشلت في صنع الألبان التي تحمل نفس صفات اللبن الذي أمد الله به الأنثى ".
أهمية الغريزة الجنسية:
ويحدثنا الدكتور يوسف عن الغريزة الجنسية وأهميتها وعظيم أثرها فيقول: " ومن الأشياء التي حيرت العلماء كنه الغريزة الجنسية، تلك الغريزة التي تجعل الذكر ينجذب إلى الأنثى، والأنثى تنجذب إلى الذكر.
والغريزة الجنسية هي أقوى الغرائز؛ لأنها أهما بالنسبة لبقاء النوع وعدم انقراضه، والهدف الرئيسي لبقاء بعض الحيوانات هو إتمام الالتقاء الجنسي، ثم يموت بعد ذلك.
فالطور الكامل للحشرات المسماة (ذباب مايو) ، لا يزيد عن بضعة أيام، وهي في طورها الكامل هذا لا تتغذى إذ لا توجد بها أجزاء للفم تصلح لتناول الطعام إطلاقاً، وإنما وظيفتها الرئيسية في هذه الفترة القصيرة من العمر هي التقاء الذكر بالأنثى لإنجاب الذرية، حيث تموت الأم بعد ذلك مباشرة بعد أن تكون أدّت رسالتها وكذلك يموت الأب.