يعيش في الماء والمكّون جسمه من خلية واحدة يتكاثر بطريقة عجيبة، إذ إنّ الحيوان الواحد ينقسم إلى قسمين، وكل قسم يتحول إلى حيوان، والحيوانات المتكونة من الانقسام تنقسم بدورها إلى حيوانين وهكذا ... يحدث هذا عندما تكون ظروف الحياة ملائمة وعادية.
أمَّا إذا شعر هذا الحيوان بما ينذر بالخطر فإنّه يتحوصل؛ أي يفرز حول جسمه حوصلة، وينقسم إلى حيوانين، بل عشرات الحيوانات داخل الحوصلة؛ لكي يعوض الوقت الذي قد يضيع هباء داخل الحوصلة إلى حين رجوع الظروف الملائمة لحياته.
ويحدث التكاثر عن طريق الانقسام في الحيوانات أولية عديدة غير (الأميبا) مثل الحيوان المسمى: (البراميسيوم) وهو يعيش في الماء، ويتكاثر أيضاً بالانقسام الثنائي في الظروف الملائمة كما تنقسم (الأميبا) ، ولكنه من آن لآخر يحتاج إلى تجديد نشاطه وحيويته، فيلجأ إلى طريقة أخرى للتكاثر بالغة التعقيد يكون من شأنها تجنيد النَّوى (ولكل خلية نواة كما هو معلوم) حيث ينجب كل فرخ في هذه الحالة أربعة أفراد بدلاً من انقسام حيوان إلى حيوانين فقط.
وفي الحيوانات الأرقى من هذه الحيوانات الأولية، إذا كانت ظروف الحياة تحول دون سهولة التقاء الأنثى بالذكر لإنجاب الذرية، فإنّ الحيوان في هذه الحالة يصبح أنثى ذكراً في الوقت نفسه، أي يصبح خنثى حيث يضم جسمه أعضاء التناسل الأنثوية والذكرية جنباً إلى جنب، فيستطيع بذلك أن ينجب ذريته دون حاجة إلى انتظار فرصة التقاء الجنسين، يحدث هذا مثلاً في الدودة الكبدية التي تعيش في القنوات المرارية لبعض الحيوانات حيث يصعب على أحد الجنسين التنقل والتجول في هذا المكان الضيق للعثور على الجنس الآخر، وفي الوقت نفسه إذا حدث أن التقى حيوانان من هذه الديدان من الممكن أن يلقح أحدهما الآخر حيث يصبح أحدهما وكأنه أنثى، ويصبح الآخر وكأنه ذكر.
إن حدوث ملايين المصادفات في آن واحد لهدف معين مشترك وفي حيوانات مختلفة وبوسائل متباينة شيء لا يقره العلم، ولا تقره علوم