طاعنًا عليهم، ويمشي بينهم بالنميمة وهي: اللمز بالمقال؛ ولهذا قال هاهنا:{وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ}، كما قال:{وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ}(النساء: ٢٩) أي: لا يقتل بعضكم بعضًا.
قال ابن عباس، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وقتادة، ومقاتل بن حَيَّان:{وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ} أي: لا يطعن بعضكم على بعض.
وقوله:{وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} أي: لا تتداعوا بالألقاب، وهي التي يسوء الشخص سماعها» (١).
هذا حال مَن يسخر مِن المسلمين ويحتقرهم، ويزداد الأمر شناعة إن كان هذا المسلم المحتقَر عالمًا كبيرًا من علماء المسلمين له ثقله العلمي الذي يعترف به القاصي والداني.
ويزداد الطين بلة إن كان الذي يسخر من العلماء رجلًا ينبغي أن يكون قدوة للمسلمين في الامتثال لأوامر الله ولأوامر رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وذلك باعتبار الساخر رمزًا للمسلمين حيث يشغل منصب مفتي مصر، فبدلا من أن يوقر فضيلة المفتي علي جمعة شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم باعتبارهما مِن أعلام علماء المسلمين، أخذ يسخر منهما أنهما سُجِنا.
جلس المفتي وحوله مجموعة من مريديه ـ كما يظهر في التسجيل المرئي ـ وقال بالعامية المصرية ساخرًا أن ابن القيم «غِلِط في حاجات كتير ... وقبضوا عليه، وركّبُوه بالحمار بالمقلوب، وعملوا كده مع الشيخ بتاعه، ومات في السجن، الشيخ بتاعه - الشيخ ابن تيمية مات في السجن، مين اللي قبض عليه؟ مباحث أمن الدولة؟! اللي قبض عليه علماء المسلمين، القاضي ابن مخلوف المالكي هو اللي قابِضْ عليه، الشرع الشريف اللي قبض عليه».