ونسأل صاحب الفضيلة: هل يجب المحافظة أيضًا، على نفوس، وأعراض، وأموال المسلمين - ومنهم السلفيون - في مصر؟ وما حكم الشرع فيمن يسخر من علماء المسلمين والملايين منهم؟!!
وأعلم - وما أظن أحدًا من المسلمين يخالفني هذا الرأي - أن سخرية المفتي من عالمين جليلين من علماء المسلمين تخالف الكتاب والسنة، وتخالف أيضًا فعل السلف الصالح، وبالتالي يكون فضيلة المفتي قد خالف قاعدته التي دعا إليها وهي الرجوع إلى الكتاب والسنة وفعل السلف الصالح كمخرج من الحيرة.
الوقفة الثانية:
متى كان السجن تهمة؟ إن كان ابن تيمية وابن القيم قد سُجنا ظلمًا فقد سُجن يوسف - عليه السلام - ظلمًا، وكذلك سُجن إمام أهل السنة - الإمام أحمد - ظلمًا.
الوقفة الثالثة:
هل صحيح ما قاله فضيلة المفتي عن شيخ الإسلام ابن تيمية وعن تلميذه ابن القيم – رحمهما الله؟ وما دافِعُ علماء المسلمين الذين تحدث عنهم صاحب الفضيلة - ومنهم القاضي ابن مخلوف المالكي - للتحريض على سجن شيخ الإسلام؟!!
نَدَعُ الإجابة لأحد معاصريهم وهو الحافظ ابن كثير حيث ذكر أن قَاضِي الْمَالِكِيَّةِ ابْنُ مَخْلُوفٍ، كان مِنْ أَعْدَاء شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية.
وذكر الحافظ ابن كثير سبب هذه العداوة فقال:«وَكَانَ لِلشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّينِ مِنَ الْفُقَهَاءِ جَمَاعَةٌ يَحْسُدُونَهُ لِتَقَدُّمِهِ عِنْدَ الدَّوْلَةِ، وَانْفِرَادِهِ بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَطَاعَةِ النَّاسِ لَهُ، وَمَحَبَّتِهِمْ لَهُ، وَكَثْرَةِ أَتْبَاعِهِ، وَقِيَامِهِ فِي الْحَقِّ، وَعِلْمِهِ وَعَمَلِهِ»(١).
(١) البداية والنهاية (١٨/ ٥٣)، ط دار هجر للطباعة والنشر.