فما المقصود بتجديد الخطاب الديني؟ ومن الذي سيقوم بهذا التجديد؟ وما هي ضوابطه؟ وهل تجديد الخطاب الديني يعني أن نعرض الإسلام على المسلمين أو غير المسلمين من الغربيين وغيرهم بطريقة يفهمونها، مع التمسك بالدين المنزل من عند الله - سبحانه وتعالى - وعدم التبديل فيه كما فعل اليهود والنصارى بدينهم؟
أم أن المقصود بتجديد الخطاب الديني تجديد مضمون الدين نفسه وتمييع أحكام الإسلام، كما قال تعالى:{وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ}(القلم: ٩)؟
وهل هذا التجديد يعني أمْرَكَة الخطاب الديني للمسلمين وتقديم نموذج للإسلام العصري العلماني الذي يراه الغرب النموذج الوحيد الصالح الآن لإعماله في البلاد الإسلامية بغرض نقلها من التخلف إلى الحداثة، وإدماجها في العولمة أو النظام العالمي الجديد، وإنقاذها بالطبع من التطرف والإرهاب؟!!
السؤال الرابع: اتهمْتَ السلفي (ص١٤) بأنه ينتقل إلى «دور يرى فيه وجوب الانتحار وتفجير نفسه في الناس بالمتفجرات الحقيقية وبالقنابل، ويرى أنه ليس لحياته معنى؛ لأنه يسبح ضد التيار».
ونسألك: من هم السلفيون الذين فجروا أنفسهم في الناس بالقنابل والمتفجرات؟ نطالبك بالمستندات وأرقام المحاضر والقضايا يا صاحب الفضيلة!!!
أما قولك إن السلفيين يسبحون ضد التيار فهذا محض ادعاء يشهد الواقع بعدم صدقه، فالقاصي والداني يعلم أن التيار يسبح مع السلفيين وأن شعبيتهم في تزايد بفضل الله - سبحانه وتعالى -.
السؤال الخامس: ذكرتَ (ص١٤ - ١٥) أن السلفي يرى أنه لابد عليه أن يزيد من نسله وأن يملأ الأرض صياحًا بأطفاله محاولًا بذلك أن يسد ثغرة اختلال الكم، حيث أنه يشعر بأنه وحيد وبأنه قلة، وبأن الكثرة الخبيثة من حوله سوف تقضى عليه وتكتم على أنفاسه، فيحاول أن يفر من ذلك بزيادة النسل، بل ويشيع بين أتباعه وأصحابه هذا المفهوم الذي يحدث معه الانفجار السكاني والتخلف التنموي».