للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أصلها بصلتها.

وأما حديث: ((كلّ سبب ونسب ينقطع إلاّ سببي ونسبي) وظاهره التعارض مع قول الله عز وجل: فإذا نفخ في الصّور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون (١)، وهو حديث صحيح وقد كنت أقول بضعفه، لأنني لم أستوعب طرقه. وهذا الحديث يدل على أن من كان مستقيمًا في هذا الزمن، فإنه يشمله هذا الحديث، وليس مجرد زهد وهو يختلس أموال الناس بالحروز والعزائم.

فنريد أن نسلك مسلك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفاطمة الزاهدة التقية، وهكذا الحسن والحسين رضي الله عنهما.

والذي يسب الصحابة ليس له نصيب في هذه الفضيلة، يقول الله سبحانه وتعالى في شأن الصحابة: لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجةً من الّذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى (٢).

فلا يشغلوك بمعاوية ولا بفلان وفلان بل اشتغل بنفسك فهل أنت راض عن نفسك؟ ولقد أحسن من قال:

لعمرك إن في ذنبي لشغلاًعلى ربي حسابهم جميعًاوليس بضائري ما قد أتوه ... بنفسي عن ذنوب بني أميّةإليه علم ذلك لا إليّهإذا ما الله يغفر ما لديّه


(١) سورة المؤمنون، الآية: ١٠١.
(٢) سورة الحديد، الآية: ١٠.

<<  <   >  >>