بسم الله الرحمن الرحيم
[القصيدة الخمسينية من نظرات إلى الساحة الدعوية]
وافيتُ صعدةَ والكرى متعثر ... بات القريض بخاطري يتجلجل
كيف اللقاء بعالم أحببتُه ... في الله إن عراه لا تتفصل
يا شيخنا أحييت سنة أحمد ... في واقع مر المراسِ يقلقل
أعلنتها سنيَّةً سلفيَّةً ... أدخلتها بالعلم طاب المدخل
طلابكم نشروا الحديث بأرضنا ... وبكل فج في البسيطة أوصلوا
شدوا المقاد بحنكة ومهارة ... بل ثابروا فتُعرِضوا فتحملوا
فمحمد أعني الإمام نموذج ... والعبدلي به البناء يكمل
أما أبوحسن فقد أضحى بِها ... طودًا أشمًّا صار لا يتكلل
فقفا ابن نوح بل وتابع نَهجه ... في الجرح والتعديل لا يتساهل
يا أيها البُرْعِيْ الذي خارت له ... أوباشهم وخوى البليد الأشول
حييت يا عبد العزيز فأنت من ... أعلنتها سلفية لا تسهل
وهناك رهط لست أحصى عدهم ... أخذوا الزمام وأقدموا لم يقفلوا
يا شيخنا والغيَّ أجمع أمره ... والجرح ينْزف والظلام مسربل
حزبية غزت البلاد وبلبلت ... أفكار أمة أحمد يا مقبل
من للحديث مداويًا إسناده ... من للرجال مجرح ومعدل
من للمسائل قد حوى أقوالها ... من للأصول مفرع ومؤصل
من للخبايا سابرًا أغوارها ... من للمتون مصحح ومعلل
مات ابن باز تاركًا ميراثه ... في عهده جُليت وحل المشكل
فبكى الشباب وكفكفوا عبراتِهم ... وتقرحت كل الجفون وحوقلوا
مات الثقات وما أتى أمثالهم ... إلا القليل وعدهم يتضاءل
يا أيها الإخوان إني مشفق ... لشبيبة من حولكم قد أجفلوا
عرفوا العلوم وأتقنوا إحكامها ... لكنهم قد أزوروا وتكتلوا
قرأوا الحديث وفسروه بغيره ... أثنوا على من حلقوا وتبنطلوا
ثاروا على أهل الحديث وأدمنوا ... صمتًا على من شبهوا أو عطلوا