[السراج الوهاج لوصف دار الحديث بدماج]
نظِّم خطوطك بالترتيب يا قلمُ ... واكتب حروفًا على الأعداء تقتحمُ
وصِف لنا قلعةً للعلم شامخة ... دار الحديث مع بنيانِها الأشمُ
ولا تصفْ غادةً بيضا ولا نغمًا ... وشيد بالدار ذي تَهوى لها الأممُ
دعائم بالولا لله قد وضعت ... أركانُها رسّيت في أصلها القيمُ
وفرشت بفنون العلم ساحتها ... وفي سماها أظل الحلم والكرم
ودارنا مرتع الآلاف فيها، وسل ... يجبك البحر والقيعان والأكم
ونفعها قد غدا بدوًا وحاضرة ... أصغى لها واستجاب الحل والحرم
وحببت في قلوب الخلق كلهمُ ... في الأرض حتى أتاها العُرب والعجم
من الشعوب لدى شيخ حوى الكرم ... وقت الدروس ترى ألفين يزدحموا
أما الطغام فكم في حربِها حشدوا ... وكم أعدوا لها من نار تضطرم
فالحاقدون على الإسلام دأبُهم ... اللمز فيها فلا يسكن لهم ألمُ
لكنها قلعة تنفي الغثاء بِها ... كما مضى وانتفى عن طَيبَةَ الوخم
وُقيتِ يادارُ من كيد العداء ومِن ... بغي البغاة ومَن في جسمه سقم
نحميك من حسد الحساد لو قطعت ... رءوسنا فلكأس الموت نقتسم
ودون شك نرى أن المساس بِها ... كعروة من عرى الإسلام تنفصم
بِها أسود يكل الطرف نضرتَهم ... كم عامل بكتاب الله محترم
ترى بِها من شيوخ العلم كوكبة ... وسنة المصطفى فيها لها عظم
شبابُها للحصى والرمل قد فرشوا ... أبناء عشر وللقرآن قد ختموا
سل عنهم حلقًا للعلم عامرة ... لهم مع العمر والأوقات مغتنم
يا عاذلاً دارنا هلاَّ دنوت ترى ... بحور علم لهم بالله معتصم
طلابُها للعلا ساروا بلا مهل ... لا العجز يثنيهمُ كلا ولا الهرم
وسارعوا للهدى وجانبوا فتنًا ... كأنَّها ظلمات البحر يلتطم
يا أهل دار الحديث الخير يجمعكم ... بسنة المصطفى والوحي فانتعموا
صلاة ربي على من زاده ... شرفًا ... وبالتحاميد ... للرحمن ... نختتم
نظم الفقير إلى عفو الله المنان: أحمد بن حسين الحجوري