للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأمور تختلف فبعضها لا يعرفها إلا أهل العلم فينبغي أن ترد إلى أهل العلم بشرط ألاّ يؤدي المنكر إلى ما هو أنكر منه، فإن أدى المنكر إلى ما هو أنكر منه فإن الأولى هو الترك.

السؤال١٩٠: هل العنف مسموح أن يستخدم ضد الذين لا يمشون بالطريق الصحيح؟

الجواب: أما أهل السنة فإنّهم الآن ليسوا محتاجين إلى العنف، فالناس مستجيبون لهم غاية الاستجابة، لأنّهم لا يدعون إلى أنفسهم ولكن يدعون إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وأهل السنة لم يستطيعوا سد ربع بل ربع عشر الفراغ في الدعوة إلى الله، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: {ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة (١)}.

فقد رأينا في بلدنا اليمنية أن الدعوة بالحكمة والموعظة أنفع للإسلام والمسلمين، ورأينا الناس بحمد الله على أحسن ما يرام، فلا ينبغي أن ننفرهم عن هذا الخير، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((يسّروا ولا تعسّروا وبشّروا ولا تنفّروا)).

والذي يستعمل العنف هم الجاهلون كالحزبيين وغيرهم، أما أهل السنة فلا يستعملون العنف، ونتحدى من يقول: إن أهل السنة يستعملون العنف؛ أن يأتي بدليل على ذلك، وإذا كان في مسألة القبور فهذا أمر مجمع عليه بين المسلمين فقد أمر النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم عليّ بن أبي طالب ألا يدع قبرًا مشرفًا إلا سوّاه ولا صورةً إلاّ طمسها.


(١) سورة النحل، الآية: ١٢٥.

<<  <   >  >>