للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالمسألة مسألة مادة، فأصحاب جمعية الحكمة وجمعية الإحسان أكثرهم درسوا عندنا ويعرفون ما نحن عليه، فلماذا مالوا؟ إنّهم لم يستطيعوا أن يصبروا على ما صبر عليه طلبة العلم هاهنا، ولا على ما صبر عليه الإخوة العدنيون.

بل يركضون ركضًا من تعز، وإب، وصنعاء، إلى قطر، وإلى أرض الحرمين يقولون: ((أنا وكافل اليتيم كهاتين)) ويقولون أيضًا: {وما تقدّموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرًا وأعظم أجرًا (١)}، ولكن الذي يهمهم هو الحصول على الدولارات.

فأقول: أف لعلم عاقبته الشحاذة؛ من أجل هذا سقطوا، وجمعية الإصلاح أردى وأردى في التلصص حتى لا يظن بعض الناس أننا ساكتون عن جمعية الإصلاح، ولنا رسالة بحمد الله بعنوان "ذم المسألة"، لما رأيناهم يركضون وليس لهم همّ إلا جمع الأموال، وبعد ذلك يحاربون بها سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

وإخواننا الذين اجتمعوا معهم في معبر مغفلون (٢)، فهل نسوا أننا قد اجتمعنا معهم في دماج وكتبنا معهم ورقة وخرج شريط بعنوان "تمام المنة في اجتماع أهل السنة"؟ وهل نسوا عند أن أتى إليّ (عقيل) وأنا في تعز وقال: يا أبا عبد الرحمن أنا لا أخالفك. ثم مشى معي في بقية الرحلة، ثم قام وقال: أنا قد خرجت من جمعية الحكمة.

فأقول: إنّهم إذا رأوا أنفسهم قد احترقوا، قالوا: نريد اجتماعًا. فنحن برآء من هذا الاجتماع الفاشل وسيصبح (فسوة سوق) وما له ثمرة. نحن نطالبهم أن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى وأن يرجعوا إلى إخوانهم أهل السنة.


(١) سورة المزمل، الآية: ٢٠.
(٢) والشيخ محمد الإمام من مشايخ أهل السنة في اليمن ومن القائمين بالدعوة على علم وبصيرة، ولكنها زلة.

<<  <   >  >>