للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي "صحيح البخاري" عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عبّاس ألا أريك امرأةً من أهل الجنّة؟ قلْت: بلى، قال: هذه المرأة السّوداء أتت النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالت: إنّي أصرع وإنّي أتكشّف، فادع الله لي. قال: ((إن شئت صبرت ولك الجنّة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك)). فقالت: أصبر، فقالت: إنّي أتكشّف فادع الله لي ألاّ أتكشّف، فدعا لها.

ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رسالة بعنوان "إيضاح الدلالة في عموم الرسالة" بمعنى أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رسول إلى الجن والإنس.

ويجوز أن يتلبس الجني بالإنسي، وهذا كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في "إيضاح الدلالة": لو لم يرد دليل لما كان لنا أن ننكره، لأن الإنكار يخالف الواقع، ويخالف الدليل.

وفي حديث أبي هريرة المتفق عليه يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((ما من مولود يولد إلاّ والشّيطان يمسّه حين يولد، فيستهلّ صارخًا من مسّ الشّيطان إيّاه إلاّ مريم وابنها)) ثمّ يقول أبوهريرة: واقرءوا إن شئتم: {وإنّي أعيذها بك وذرّيّتها من الشّيطان الرّجيم (١)}.

والفلاسفة ينكرون وجود الجن، وقد انزلق محمد رشيد رضا في هذا وقال: إن الجن عبارة عن الجراثيم، لأنّها لا ترى إلا بواسطة المكبر، وهو يقول هذا الكلام حتى يوافق المستشرقين من أعداء الإسلام الذين لا يؤمنون إلا بالمحسوسات.

ثم تبع الفلاسفة من تبعهم من أفراخهم، ثم المعتزلة أنكروا تسلط الجن وإن


(١) سورة آل عمران، الآية: ٣٦.

<<  <   >  >>