للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نصر الإلهُ خطاك يا شيخ الهدى ... إذ كنت تَنصر في الورى مولاكا

فأذقتَ فاسقهم كئوس مرارةٍ ... وتحشرجت من مرهن عداكا

فرقٌ تَهاوت تحت ظل قلاعكم ... أخرى تَهاب الليل من ذكراكا

نظروا إلى وقع السهام فهالهم ... شابَ الحليمُ وذلَّ من رؤياكا

واستسلم الفظُّ الغليظ لسنةٍ ... ومَن ابتدى في غيه ورماكا

ثم امتطيت عنان صبر فائق ... حتى ارتقيت إلى نجوم سماكا

ناديت في أمم أتتك تسابقًا ... وتسامعت في الصين صوت صداكا

وأتوك من بلد الفرنج وفارسٍ ... وجميع أرض الله ما أغلاكا

سِر يا ابن هادي في الطريق فإننا ... بالنثر والأشعار نحن فداكا

فالحق نَهجكم وربِّ محمد ... لا تبتئس ممن يريدُ أذاكا

لا تبتئس ممن تعدى ظلمه ... ورماك شيخي بالتشدد ذاكا

سر فالطريق معبدٌ ومذللٌ ... سحقًا لمن طلب العلا فقلاكا

بُعدًا لمن عرف الطريق وحاده ... أبكي عليه وتارة أتباكى

ماذا أقول لمن تسَّطر شعره (١) ... في ذَمِّ أهل العلم ثم هجاكا

نَهق الحمار بشعره في حِجرِه ... ما عزَّ سامعه وما أرداكا

حَدَثٌ يريدُ من النجوم ضياءَها ... اخسأ حسيرًا فالثرى مأواكا

قد كان نورك في جِنانك كائنٌ ... حتى زرعت الحقد في مَثواكا

كم من فتًى قال القصائد لوعةً ... وثباتُه في الشعر قد أغراكا

ما إن تقهقر في الحضيض هجاكم ... ومِن الفضائل كلها أعراكا

وعنيتُ عبد الله في "قمع" أتى (٢) ... بقصيدة وأظُنُّه أبكاكا

ذاك ابن غالب قد تكدر نَهجُه ... أبياته فيكم غدين ركاكا

غفراك ربي لم يجَّلوا عالمًا ... أَوَلَيس فيهم ربِّ مَن يخشاكا


(١) محمد المهدي ولاكرامة.
(٢) قمع المعاند ص (١٣٩) قال الشيخ: أقرأ عليكم القصيدة التي أرسلها إلي (عبد الله بن غالب) وكثيرا ما أقرأها وأبكي.

<<  <   >  >>