ونقل عن بعض أصحابه قصيدة في إنكار الترتيب ومحرضا على الدفاع وحماية بيضة الإسلام (١).
منها قوله:
ألا أيها الإسلام أهل المحبة ... وإخواننا في الدين شرقا وقبلة
لقد ضاع هذا الدين أين أهيله ... وحق لنا التغريد في كل بلدة
نرى الروم جاروا ثم نحن في غفلة ... سكوتا نحاكي وصفنا كالبهيمة
أيا علماء الدين قوموا بوصفكم ... وقولوا بقول الحق واخشوا من لعنة
أيا شرفاء الحل والعقد أنتم ... حماة لهذا الدين من غير مرية
في أي كتاب جاءنا حل ترتيب ... وترك زكاة بينوا وجه شبهة
دعائم هذا الدين صارت إلى ورا ... ونحن سكارى في هوى وبلية
قوانين دين الكفر حلت بغربنا ... فأين ولاة الأمر من خير نسبة
أما فيكم من ينصر دين ربنا ... فناصره يحظى بنور وسطوة
أخفتم من الموت الذي يطلب الفتى ... كلا إنه آت بوفق المشيئة
أخفتم به نقصا لدنياكم التي ... بخلتم بها فالعذر أقبح زلة
دعوني من الخذلان وارعوا سؤالكم ... إذا الناس في الحشر المهول وشدة
أليس صلاح الناس بالعالم الذي ... يقول مقال الله من غير لومة
وبعده وال للأمور بعلمه ... مشاور فيها مرة بعد مرة
وألا يكونا بالصفات فدعهما ... فضرهما يسري وقل بقريحة
ألا أيها الإسلام صدقوا ربكم ... بوعده في قتل العدو وجنة
(١) نفس المرجع (٢/ ٢٦٦ - ٢٦٧).