للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتحدث أركون في «نحو نقد العقل الإسلامي» (٢٦٥) عن تحول الليبرالية إلى دين في الغرب له زواياه الغامضة، حيث يتراكم اللامفكر فيه والمستحيل التفكير فيه.

ومن أكثر الفلاسفة نقدا للحداثة الغربية نيتشه، حسب هاشم صالح، ولهذا انتقد عقلانية ديكارت وكانط وهيغل، واعتبر أنها تخفي وراءها غايات شخصية أو مصالح منفعية، وشكك في كل النظم الفلسفية السابقة باعتبار أنها تخفي غير ما تظهر (١).

وذكر الدكتور جوتفرايد كونزلن أن العلمانية باعتبارها دين حل محل الدين المسيحي يفهم الوجود بقوة دنيوية هي العقل والعلم ... وذكر أن العلمانية عجزت عن الإجابة عن أسئلة الإنسان التي كان الدين يقدم لها الإجابات، فالقناعات العقلية أصبحت مفتقرة إلى اليقين ... وغدت الحداثة العلمانية غير واثقة من نفسها، بل وتفكك أنساقها - العقلية والعلمية- عدمية ما بعد الحداثة ... فدخلت الثقافة العلمانية في أزمة بعد أن أدخلت الدين المسيحي في أزمة.

وقال: وتحققت نبوءة نيتشه (١٨٤٤ - ١٩٠٠م) عن إفراز التطور الثقافي الغربي لأناس يفقدون نجمهم الذي فوقهم، ويحيون حياة تافهة ذات بعد واحد لا يعرف الواحد منهم شيئا خارج نطاقه. وبعبارة ماكس فيبر (١٨٦٤ - ١٩٢٠م): لقد أصبح هناك أخصائيون لا روح لهم، وعلماء لا قلوب لهم (٢).


(١) الإسلام والانغلاق اللاهوتي (٤٨).
ومن الكتب الغربية في نقد الحداثة: خيانة التنوير للفرنسي جان كلود غيبو. باريس ١٩٩٦.
وزوال العلمانية لـ: بيتر برجر Desecularisation of word.
(٢) مأزق المسيحية والعلمانية في أوروبا (١٧ - ١٨).

<<  <   >  >>