أحكام الإسلام وعقائده وعباداته ومعاملاته وأخلاقه وتشريعاته متداخلة متشابكة، بل هي كل لا يتجزأ. وإذا كانت العقيدة هي أس الإسلام وأصله، فإن العبادات والمعاملات خادمة لهذا الأصل وراعية له وحافظة له.
ويستحيل أن تحفظ العقائد الإسلامية في ظل مجتمع علماني.
والعقيدة والعبادة والمعاملة متداخلة متشابكة في الإسلام يصعب فصلها، وأي خلل في هذه هو خلل في الأخرى.
بل العقيدة في حد ذاتها مناقضة في أصولها لأصول العلمانية، لأن الشهادتين تعني الاستسلام لأحكام الله وأوامره والاستسلام لأحكام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وما يميز الإسلام -كما أكد رفيق عبد السلام- «عن بقية الديانات الكبرى بما في ذلك الديانات التوحيدية السابقة، هو هذا الترابط الوثيق بين الديني والدنيوي، خلافا للأديان السابقة التي لم يكن هذا الالتقاء في أصل كينونتها الذاتية ... أما الإسلام فدين يقترن فيه سلطان الحق بسلطان القوة، وليس مجرد مواعظ روحية أو تبتلات زهدية أو تأملات علوية مفاصلة لعالم البشر وشؤون العالم وما يحكمه من صراعات وتناقضات ... ففي الإسلام فقط كان التركيب المنسجم والمتوازن بين الدين ومشاغل الدنيا، أو بين العالم الدنيوي والعالم الأخروي بحيث غدا الجانب الزمني والتاريخي بعدا مكينا في الحقيقة الدينية ذاتها. في الإسلام فقط اكتسب الوعي الديني بنفسه ضربا من الروحانية