وقال القمني عن فقهاء الإسلام: بينما وجهة نظر فقهاء الإسلام في بلادنا هي وجهة نظر مقدسة، فإن كانت حديثا نبويا ولو موضوعا فهو مقدس لا يصح نقده والتعدي عليه. انتكاسته (٣٦).
وطبعا القمني يعلم أنه يكذب في كل كلمة قالها هنا، ولكن كما قال تعالى عن المشركين {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} فصلت٢٦.
كل فقهاء الإسلام من لدن الصحابة إلى هذه الأعصار يعتبرون أنفسهم مجتهدين يصيبون ويخطئون، وأن أقوالهم ليست مقدسة، ولا يوجد عندنا نحن المسلمين حديث موضوع مقدس، فكتب العلماء طافحة بالتحذير من رواية الموضوع، فكيف يعده مقدسا لا يصح نقده؟.
ومن جنس المغالطة السابقة: قال هاشم صالح في الإسلام والانغلاق اللاهوتي (٢٣٣): وحتى اليوم فيكفي أن تشرب كأسا واحدة من الخمر لكي تصبح كافرا وتخرج من أمة الإسلام.
وهذا كذب له قرون لا قرنان، كما يقال.
ومن مغالطاته ما زعمه أن في زمن ابن تيمية أن من شرب كأسا من الخمر أو لم يصم شهر رمضان أصبح مرتدا (١).
واللجوء إلى الكذب سنة ماضية في العلمانيين، فهذا فرج فودة وفي محاولة يائسة وبئيسة للرد على دعاة تطبيق الشريعة، أنها لو طبقت فرضا فطرحت مسألة صلح كامب ديفد، فرأى فريق أنها غير شرعية، فسيكون من