وقد شجع الإسلام العلم وطلبه، ولم يعرف تاريخه معارضة البحث العلمي الجاد. وقد نَعِم العلماء المسلمون بحرية مطلقة في بحوثهم خلال القرون السالفة في ميادين البحث المختلفة.
أما الكنيسة فكانت ترى أن الجهالة أم التقوى.
وإذا كانت الاكتشافات العلمية مضادة للتعاليم المسيحية المحرفة التي لا تمثل عقائد عيسى عليه السلام. فديننا بخلاف ذلك، فقد عضدت الاكتشافات العلمية ما دل عليه القرآن والسنة من حديث حول نشأة الأرض والكواكب والسحاب والأجنة وغيرها، كما هو معروف، حتى نشأ علم جديد يسمى علم الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وله رجاله ومؤلفاته ومؤتمراته، يشارك فيها المسلمون وغيرهم.
ولقد رماه العلمانيون عن قوس واحدة، وسخروا منه واستهزؤوا من رموزه، لأنه يهدم أصلا أصيلا من أصولهم، ألا هو تاريخية النص الديني. كما سيأتي تفصيله في الجزء الثاني عند حديثنا عن موقف العلمانيين من القرآن الكريم إن شاء الله تعالى.
وقد تواطأ العلمانيون على إدانته والتنقيص من قيمته، فأركون مثلا في تاريخية الفكر العربي (١٩٩) اعتبره من الأدبيات الإسلامية التبريرية التبجيلية، وقال: إن هذا خطأ يجب أن يدان فورا.
أما خليل عبد الكريم فأزعجه كثيرا وجود هذا العلم (١).