وليس من همنا الآن بيان تهافت هذا الطرح. ونؤجل ذلك إلى بحوث قادمة إن شاء الله.
والثالثة: نَعَم للحداثة التقنية ولا للحداثة الفكرية الفلسفية.
الحداثة التقنية لها ارتباط بالترفيه المادي والتحديث الآلي، وليست لها أبعاد أيديولوجية ولا فلسفة حياتية، ولا أفكار مسبقة.
بينما الحداثة الفكرية مرتبطة تمام الارتباط بنظرة وجودية وفلسفة للحياة وموقف من الآخر سواء كان هذا الآخر دينا أو مذهبا أو حضارة أو شخصا أو غيره.
والحداثة التقنية يتفق عليها كل الناس. وهي جوهر الرقي والتقدم والازدهار. ولهذا فاليابان مثلا لها حداثة تقنية هائلة مع حفاظها على هويتها وأديانها المعروفة.
ويحاول العلمانيون خلط الحداثة التقنية بالحداثة الفكرية الفلسفية، وإيهام الجماهير بأن كل معارض للحداثة فهو ضد التحضر والتقدم.
مع أن الفرق واضح بين الأمرين.
والحداثة التقنية والعلمية شيء، والحداثة الفكرية الفلسفية التي تعني في الأصل إقصاء الدين من المجتمع وإبعاده عن المشاركة شيء آخر.
والحداثة الأولى مرحب بها من قبل الجميع، والثانية مقبولة كنيسيا وغربيا، ومرفوضة إسلاميا.
فمن الممكن كما قال رفيق عبد السلام في كتابه «في العلمانية والدين والديمقراطية»(١٢٥) الخروج من دائرة الروابط التقليدية الموروثة مثل رابطة القبيلة والطائفة والمذهب لصالح الانتماء الحديث، والانتقال من نمط الإنتاج