قال محمد الشيخ في «ما معنى أن يكون المرء حداثيا؟»(١٤ - ١٥): وبعد هذا، هذان رجلا دين كانا وراء أعظم ثورتين حداثيتين في مضمار العلم: القس النمساوي جريجور يوهان ماندل (١٨٢٢ - ١٨٨٤) الذي يقف وراء الثورة الجينية الحديثة، وذلك بوسمه واضع قواعد التوارث وضوابطه، والقس البلجيكي جورج هنري لوميتر (١٨٩٤ - ١٩٦٦) الذي يقف وراء الثورة الكوسمولوجية الحديثة، وذلك بوصفه أول من قال بنظرية الانفجار الأعظم، وعانى ما عاناه من زراية خصومه به، بما فيهم العالم الكبير ألبير اينشتاين بعد أن اتهموه بأنه استملى نظريته من عقيدته الدينية استملاء، مستندا إلى القول التوراتي: في البدء كان النور ...
ثم زاد وقال (١٥): فقد ثبت لدى المحققين من أهل النظر إمكان أن يكون الدين مفهوما الفهم الدقيق العميق ملهم الحداثة، وذلك بحسب ما بينه العلامة الاجتماعي الألماني ماكس فيبر في كتابه الشهير عن البروتستانتية وروح الرأسمالية. انتهى.
أقول هذا وأنا أعلم أن القمامي يصعب عليه فهم ما هو خارج دائرة التقمم. لكنه عبرة لغيره.
والحاصل أن التقدم العلمي والتقني والرفاهية والتحضر شيء، ورفض الدين أو قبوله شيء آخر. فقد يحصل التقدم العلمي التكنولوجي في ظل مجتمع علماني، وقد يحصل في ظل مجتمع متدين وخاصة الإسلامي لعدم معارضته للبحث العلمي.