للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منهم العلماني التونسي المتطرف عبد المجيد الشرفي، وهذه عبارته: إن العلمانية قد ظهرت أول ما ظهرت في المجتمعات المخالفة لنا في الدين ولم تنشأ من رحم مجتمعاتنا ومن تطورها الذاتي (١).

واعترف شريف حتاتة أن العلمانية في الغرب نتجت من خلال الصراع بين الرأسمالية الناشئة والإقطاع المدعوم من طرف الكنيسة الكاثوليكية، وأن هذا الصراع لم يحدث في البلدان العربية (٢).

وهذا علماني راديكالي آخر يقر بأن العلمانية ولدت في سياق آخر وتاريخ آخر غير تاريخ الشعوب الإسلامية، وأنها إنتاج غربي تم فرضه مع الاستعمار. إنه محمد أركون (٣). وهذا اعتراف هام.

وهذه علمانية بنت أحد علماء السوء الذين استغفلهم الغرب وصنعهم بيده فباعوا دينهم بدنياهم: إنها ماجدة بنت رفاعة الطهطاوي.

فحسب ماجدة فإن العلمانية دخلت مع الاستعمار (٤). بل زادت المسألة إيضاحا فأقرت أنها نتيجة لتحولات تاريخية، كما حدث في أوروبا، لكنها ظهرت إما كنتيجة لقرارات علوية، وإما كاستجابة للضغوط الخارجية أو الاثنين معا، لذلك لم يكن لها مرتكزات اجتماعية في داخل المجتمعات العربية (٥).


(١) العلمانية مفاهيم ملتبسة (١٢٩).
(٢) نفس المرجع (١٠٣ - ١٠٤).
(٣) قضايا في نقد العقل الديني (٢١٢).
(٤) العلمانية مفاهيم ملتبسة (٣٢٧ - ٣٢٨) وقدر العلمانية في العالم العربي (١٤١).
(٥) نفس المرجع (٣٢٨) وقدر العلمانية في العالم العربي (١٤١).

<<  <   >  >>