الموعودة، وإذا بنا نرى الشعوب تداس بالأقدام من قبل أنظمة علمانية غربية أو بالوكالة من قبل عملائها بالمنطقة.
هذا فضلا عن التدخلات السافرة للغرب العلماني في سياسات دول المنطقة عبر لوبيات اقتصادية ومالية ضاغطة لها علاقات مشبوهة بالسفارات الغربية أو بالمنظمات المالية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي تمارس الاستعمار المالي والتحكم في الثروات وفرض شروط مذلة تكرس الهيمنة على شعوب الجنوب المستضعفة.
أليست هذه منظمات علمانية في يد السياسيين العلمانيين لترسيخ الهيمنة المالية والاستبداد والتحكم في الشعوب الأخرى؟
وما رأي العلمانيين العرب في كل هذا، وخاصة أصحاب المفاهيم الملتبسة؟
يعزو بعض العلمانيين -عملا بمبدأ المغالطة من أجل المغالطة- هذه الإخفاقات أو الجرائم العلمانية إلى الفرق بين النظرية والتطبيق.
لكن الواضح للعيان أن العلمانية منذ نشأتها وهي تعيش هذه الإخفاقات والمآزق، فهناك تلازم شديد في نظرنا بينهما، وليس الأمر مجرد إكراهات سيتم تجاوزها أو إخفاقات سيتم تداركها.
إنها فلسفة منظمة واستراتيجية واضحة، إنها عقلية استعمارية احتقارية عنصرية عامة تحكم النظام العلماني الغربي، وتربض خلفها مسيحية تبشيرية حاقدة.
ونحن نرى كل صباح ومساء الامبريالية الغربية تتجلى في صور متعددة متناسخة، ليس آخرها الدعم اللامشروط للصهيونية.