(فصل) في ذكر خدمه من الأحرار صلى الله عليه وسلم وهم أحد عشر أولهم أولاهم بالذكر أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجى أهدته أمه أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم فقبله وخدمه من حين قدم المدينة الى أن توفي. روي عنه قال خدمته تسع سنين فما قال لى لشيء فعلته يا أنس لم فعلته وقالت أمه أم سلمة يا رسول الله خادمك أنس فادع الله له فقال اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته قال فانى لمن أكثر الانصار مالا وحدثتني أمينة ابنتي انه قال دفن لصلبي الى مقدم الحجاج خمس وعشرون وماية سوى ولد ولدي وان نخلى لتثمر في العام مرتين وعمر كثيرا وكان له وجه عند الخلفاء وغيرهم بخدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جرى له مع الحجاج واقعة تضمنت منقبة لعبد الملك بن مروان وروى أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكثر وتوفي بالبصرة سنة تسعين وقيل احدى وتسعين وقيل ثلاث وتسعين وقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وهو ابن عشر سنين* هند وأسماء ابنا حارثة الأسلميان* ربيعة بن كعب الاسلمى (فصل) في ذكر خدمه من الاحرار (روى عنه قال خدمته تسع سنين) في أكثر الروايات في الصحيحين وغيرهما عشر سنين وكلتا الروايتين صحيح لانه خدمه تسع سنين وأشهرا ففي رواية التسع العي الكسر وفي رواية العشر حسب الكسر سنة (فما قال لى لشيء فعلته الى آخره) فيه بيان كمال خلقه صلى الله عليه وسلم وحسن معاشرته وحلمه (اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته) في الحديث فضيلة لانس رضى الله عنه وفيه جواز الدعاء بالدنيا ونحوها لكن لمن لا يخاف عليه منها فتنة ومنه اذا دعى بشيء له تعلق بالدنيا يضم الى دعائه طلب البركة فيه ليكون رحمة وخيرا ونفعا لا ضرر فيه دنيوى ولا أخروي (أمينة) بالنون مصغر (الى مقدم الحجاج) البصرة وكان مقدم الحجاج سنة خمس وسبعين (خمس وعشرون ومائة) في رواية البخارى عشرون ومائة هذا وقد ولد له بعد مقدم الحجاج أولاد كثيرة وكان من أكثر الناس أولادا لصلبه ومثله المهلب بن أبي صفرة فانه وقع الى الارض من صلبه ثلاثمائة ولد قاله ابن قتيبة وقال ابن خلكان ان المعمر بن ادريس خلف مائة ذكر وستين انثي (وان نخلي لتثمر في العام مرتين) زاد الترمذي وكان فيه ريحان يجيء منه ريح المسك (وعمر كثيرا) كان عمره مائة سنة وثلاث سنين أو وعشر سنين أو وسبع سنين أو بضعا وتسعين سنة أقوال قال ابن عبد البر وأصح ما فيه ان عمره مائة سنة الا سنة (حتى جرى له مع الحجاج واقعة) وذلك انه ختم في عنقه بالحديد أراد ان يذله بذلك (تضمنت منقبة لعبد الملك بن مروان) حيث كتب الى الحجاج يأمره بفك أنس ويذكره انه كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكان (وقيل ثلاث وتسعين) وهو الصحيح كما قاله خليفة بن خياط وغيره وقال مورق العجلي يوم موته ذهب اليوم نصف العلم كان أهل الاهواء اذا خالفونا في الحديث قلنا لهم هلم الى من سمعه من النبى صلى الله عليه وسلم (ابنا حارثة) بالمهملة والمثلثة (ربيعة بن كعب الاسلمى) هو الذى سأل النبي صلى الله عليه وسلم مرافقته