أهداها له فروة بن نفاثة الجذامى وكانت بيضاء وهى التي ركبها يوم حنين ولما أخذ القبضة التي رمى بها وجوه الكفار تطأطأت به حتى بلغ بطنها الارض. وكان له حمار يقال له اليعفور أهداه له فروة بن عمرو الجذامي مات في حجة الوداع وقيل بقى بعده والقى نفسه في بئر يوم موته صلى الله عليه وسلم وعفير أهداه له المقوقس. واما الحمار الذي ذكر انه أصابه بخيبر وكلمه بكلام طويل وانه بعد موت النبي عليه الصلاة والسلام تردى في بئر فقال الحفاظ هو حديث منكر اسنادا ومتنا.
[فصل في ذكر نعمه صلى الله عليه وسلم]
(فصل) في ذكر نعمه صلى الله عليه وسلم ولم يذكر انه اقتنى من البقر شيئا. كان له صلى الله عليه وسلم عشرون لقحة بالغابة يراح له منها كل ليلة بقربتين عظيمتين لبنا* منهن الحناء والسمراء والعديس والعدثة والبغوم والنسيرة والرناء وبردة ومهرية. وكانت ناقته التي يركبها القصواء وهي الجدعاء والعضباء وكل هذه الالقاب لنقص يكون في الأذن ولم يكن بناقة النبي صلى الله عليه وسلم شيء من ذلك وانما هي ألقاب لزمتها وكان النبى صلى الله عليه وسلم اذا نزل عليه الوحى غيرها. وثبت في سبب ملكها ما رويناه في صحيح مسلم ان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسروا رجلا من بنى عقيل وأصابوا معه العضباء فأتى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الوثاق فقال يا محمد بما أخذتنى وبما أخذت سابقة الحاج فقال أخذتك بجريرة حلفائك من ثقيف وذكر الحديث وفيه قصة. وقال وأخرى أهداها له النجاشي (يقال له يعفور) ذكره البيهقي في السنن عن جعفر بن محمد عن أبيه مرسلا ورواه الطبراني عن ابن عباس وهو بفتح التحتية وسكون المهملة وضم الفاء (وعفير) بالمهملة والفاء مصغر رواه أحمد عن على والطبراني عن ابن مسعود قال مغلطاي في سيرته يقال أن يعفور وعفيرا واحد قال وكان للنبى صلى الله عليه وسلم حمارا آخر أعطاه سعد بن عبادة.
(فصل) في ذكر نعمه (لقحة) بكسر اللام وسكون القاف وهي ذات اللبن من الابل (الحناء) بفتح المهملة وتشديد النون مع المد سميت له لكثرة حنينها (والسمراء) سميت بذلك لان لونها كان أسمر (والعديس) بالمهملات مصغر (والبغوم) بفتح الموحدة وضم المعجمة (والنسيرة) بالنون والمهملة مصغرة (والرنا) بفتح الراء وتشديد النون (وبردة) بضم الموحدة وسكون الراء (ومهرية) بفتح الميم وسكون الهاء وكسر الراء وتشديد التحتية نسبة الى مهرة قبيلة من قضاعة كما مر في ذكر وفود اليمن (ما رويناه في صحيح مسلم) وسنن أبي داود عن عمران بن الحصين وأخرج الترمذى منه طرفا يسيرا (من بني عقيل) بضم المهملة وفتح القاف وانما أسروه لان ثقيفا كانت حلفاء لبنى عقيل فاسرت ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (سابقة الحاج) يعني ناقته العضباء (بجريرة) بالجيم وتكرير الراء أى جناية (حلفائك) يعنى ثقيفا حيث أسروا الرجلين (وذكر الحديث) تتمته ثم انصرف عنه فناداه يا محمد يا محمد وكان صلى الله عليه وسلم رحيما