والبراء بن معرور نقيبان وكلثوم بن الهدم ومن صناديد المشركين من قريش العاص بن وائل والوليد بن المغيرة.
[مطلب في غزوة ودان وتحويل القبلة]
«السنة الثانية» قال ابن اسحاق وفي صفر على رأس اثنى عشر شهرا من الهجرة غزا صلى الله تعالى عليه وآله وسلم غزوة ودّان يريد قريشا وبنى ضمرة من كنانة فوادعه سلمان الخير آخر فقد وهم أصله من رام هرمز وقيل من أصبهان وكان قد سمع بان النبى صلى الله عليه وآله وسلم سيبعث فخرج في طلب ذلك فأسر وبيع بالمدينة فاشتغل بالرق حتى كان أوّل مشاهده الخندق وشهد بقية المشاهد وفتوح العراق وولى المدائن وقال ابن عبد البر يقال انه شهد بدرا وكان عالما زاهدا روى عنه أنس وكعب بن عجرة وابن عباس وأبو سعيد وغيرهم من الصحابة ومن التابعين أبو عثمان النهدي وطارق بن شهاب وسعيد بن وهب وآخرون بعدهم قيل كان اسمه ما به بكسر الموحدة ابن بود قاله ابن مندة بسنده وساق له نسبا وقيل اسمه بهبود ويقال انه أدرك عيسى بن مريم وقيل بل أدرك وصي عيسي ورويت قصته من طرق كثيرة من أصحها ما أخرجه أحمد من حديثه نفسه واخرجها الحاكم من وجه آخر عنه أيضا واخرجه الحاكم من حديث بريدة وعلق البخارى طرفا منها وفي سياق قصته في اسلامه اختلاف يتعسر الجمع فيه وروي البخاري في صحيحه عن سلمان أنه تناوله بضعة عشر سيدا قال الذهبى وجدت الاقوال في سنه كلها دالة على أنه جاوز المائتين وخمسين والاختلاف انما هو في الزائد قال ثم رجعت عن ذلك وظهر لى أنه ما زاد على الثمانين* قلت لم يذكر مستنده في ذلك واظنه أخذه من شهود سلمان الفتوح بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتزوجه امرأة من كندة وغير ذلك مما يدل علي بقاء بعض النشاط لكن ان ثبت ما ذكروه يكون ذلك من خوارق العادات في حقه وما المانع من ذلك فقد روى أبو الشيخ في طبقات الاصبهانيين من طريق العباس بن يزيد قال أهل العلم يقولون عاش سلمان ثلاثمائة وخمسين سنة فاما مائتان وخمسون فلا يشكون فيها قال أبو ربيعة الايادي عن أبى بريدة عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ان الله يحب من أصحابى أربعة فذكره فيهم وقال سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال آخي النبى صلى الله عليه وآله وسلم بين أبي الدرداء وسلمان ونحوه في البخاري من حديث أبى جحيفة في قصته ووقع في هذه القصة فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لابى الدرداء سلمان أفقه منك مات سنة ست وثلاثين في قول أبى عبيد أو سبع في قول خليفة وروى عبد الرزاق عن جعفر ابن سليمان عن ثابت عن أنس دخل ابن مسعود على سلمان عند الموت فهذا يدل على أنه مات قبل ابن مسعود ومات ابن مسعود قبل سنة أربع وثلاثين فكأنه مات سنة ثلاث أو سنة ثنتين وكان سلمان اذا خرج عطاؤه تصدق به وينسج الخوص ويأكل من كسب يده (ودان) قال ياقوت بالفتح كانه فعلان قرية جامعة من نواحي الفرع بينها وبين هرشي ستة أميال وبينها وبين الأبواء نحو من ثمانية أميال قرية من الجحفة وهي لضمرة وغفار وكنانة (وبنى ضمرة) بفتح الضاد المعجمة واسكان الميم بن بكر بن عبد مناة بن كنانة