عبد الله بن عبد الله بن أبى بن سلول وجعل كفار العرب يلقونهم ويخبرونهم بجمع أبى سفيان فيقول حسبنا الله ونعم الوكيل حتى نزلوا بدرا ووافقوا السوق وأصاب الدرهم در همين وانصرفوا الى المدينة سالمين فذلك قوله تعالى فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ الآية وفي ذلك يقول عبد الله بن رواحة وقيل كعب بن مالك رضي الله عنهما وأرضاهما
وعدنا أبا سفيان بدرا فلم نجد ... لميعاده صدقا وما كان وافيا
فأقسم لو وافيتنا فلقيتنا ... لابت ذليلا وافتقدت المواليا
تركنا بها أوصال عتبة وابنه ... وعمرا أبا جهل تركناه تاويا
عصيتم رسول الله أف لدينكم ... وأمركم السئ الذى كان غاويا
فاني وان عنفتمونى لقائل ... فدى لرسول الله أهلى وماليا
أطعناه لم نعدله فينا بغيره ... شهابا لنا في ظلمة الليل هاديا
[مطلب في سرية عاصم بن ثابت الأنصاري وخبر ذلك]
وفيها من السرايا سرية عاصم بن ثابت الانصارى قال ابن اسحق كانت بعد احد حسبنا الله ونعم الوكيل كما في تفسير البغوي وغيره (عبد الله بن عبد الله بن أبيّ بن سلول) بتنوين أبى ويكتب ابن سلول بالالف وسلول لا ينصرف وهي أم عبد الله بن أبيّ (فانقلبوا) أى انصرفوا أورجعوا (بنعمة) أى بعافية (من الله وفضل) أى تجارة وربح وما أصابوا في السوق (لم يمسسهم) أى لم يصبهم (سوء) أى اذي ولا مكروه (واتبعوا رضوان الله) أي طاعته وطاعة رسوله لانهم قالوا هل يكون هذا غزوا فاعطاهم الله ثواب الغزو ورضى عنهم (وعدنا) أي واعدنا (وافيتنا) فيه التفات الى الخطاب (لابت) أى رجعت (وافتقدت) أي فقدت (المواليا) بالف الاطلاق وأراد بني العم (عتبة) بن ربيعة (وابنه) الوليد بن عتبة (تاويا) بالفوقية أى هالكا ويجوز بالمثلثة أي مقيما لم يبرح لهلاكه (أف) قال أبو عبيد هى كلمة كراهة وأصل الاف والتف الوسخ على الاصابع اذا فتلتها وقيل الاف ما يكون في المغابن من الوسخ والتف ما يكون في الاصابع وقيل الاف وسخ الاذن والتف وسخ الاظفار وقيل الاف وسخ الظفر والتف ما رفعت بيدك من الارض من شيء حقير ويستعمل جوابا عما يستقذر وعما يتضجر منه وفيها عشر لغات ضم الهمزة مع سكون الفاء وتشديدها بالحركات وبغير تنوين وباشباع الفتحة مع التشديد وبكسر الهمزة مع فتح الفاء المشددة وبفتح الهمزة وتشديد الفاء بعدها هاء منقلبة مفتوحة منونة أيضا (وأمركم السيء) بفتح المهملة ثم همزة أى الشئ حذف احدى يائيه للوزن (غاويا) بالمعجمة أى ضالا (عنفتموني) بالمهملة والنون والفاء أي لمتموني (فدى) بكسر الفاء مقصور (وماليا) بألف الاطلاق (شهابا) هو من أسماء النجم كما سبق* وفيها من السرايا (عاصم بن ثابت) هو ابن أبي الاقلح بالقاف والمهملة والاقلح لقب واسمه قيس بن غنيمة بن النعمان الاوسي عده ابن شاهين