النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفر فلما نزعه جاء رجل فقال ابن خطل متعلق باستار الكعبة فقال اقتله
[ومن ذلك قضاء رسول الله لابن من وليدة زمعة بان الولد للفراش]
وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان عتبة بن ابي وقاص عهد الى اخيه سعد بن ابي وقاص أن ابن وليدة زمعة مني فاقبضه اليك قالت فلما كان عام الفتح أخذه سعد بن أبي وقاص وقال ابن اخى قد عهد الي فيه فقام عبد الله بن زمعة فقال اخي وابن وليدة ابى وليد على فراشه فتساوقا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سعد يا رسول الله ابن أخي كان قد عهد الى فيه فقال عبد بن زمعة أخي وابن وليدة أبي ولد على فراشه فقال النبي صلى الله (المغفر) بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الفاء زاد الدار قطنى وكان من حديد وفي رواية في السير انه كان يومئذ معتما بعمامة سوداء (ابن خطل) بالمعجمة فالمهملة مفتوحتين اسمه عبد الله كما مر وقيل عبد العزى (فقال أقتله) زاد ابن حبان فقيل والذي قتله سعيد بن زيد رواه الحاكم أو سعد بن أبي وقاص رواه البزار أو الزبير بن العوام رواه الدار قطنى أو سعيد بن حريث رواه ابن مندة وابن أبى شيبة والبيهقى في الدلائل ورواه أبو نعيم أيضا لكن صحفه فقال ابن ذؤيب أو أبو برزة الاسلمي رواه أبو سعد النيسابوري أو عمار بن ياسر رواه الحاكم قال ابن حجر ويجمع بأنهم كلهم ابتدروا الى قتله والذي باشر قتله منهم هو سعيد بن حريث قال وقال البلاذري ان الذى باشر قتله أبو برزة الاسلمي وفي تفسير البغوي ان سعيد بن حريث وأبا برزة الاسلمي اشتركا في دمه قال في التوشيح وفي أخبار مكة لعمرو بن شيبة بسند جيد عن السائب بن مزيد قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استخرج من تحت أستار الكعبة عبد الله بن خطل فضرب عنقه ضحا بين زمزم ومقام ابراهيم (وعن عائشة) كما روى الشيخان وأبو داود والنسائى وابن ماجه وعن أبي هريرة كما رواه أحمد والشيخان والترمذي والنسائى وابن ماجه وعن عثمان كما رواه أبو داود وعن ابن مسعود وابن الزبير كما رواه النسائى وعن عمرو بن أبى ايامة كما رواه ابن ماجه (عتبة بن أبي وقاص) هو الذي كسر رباعيته صلى الله عليه وسلم يوم أحد (ابن وليدة) أي جارية (زمعة) بفتح الزاى وسكون الميم ومهملة (منى) واسم الوليد عبد الرحمن سماه ابن عبد البر وغيره قال عياض كانت عادة الجاهلية الحاق النسب بالزنا وكانوا يستأجرون الاماء للزنا فمن اعترفت الام انه له الحقوه به فجاء الاسلام بابطال ذلك والحاق الولد بالفراش الشرعي لما تخاصم عبد بن زمعة وسعد بن أبى وقاص وقام سعد بما عهد اليه أخوه عتبة من سنن الجاهلية ولم يعلم سعد بطلان ذلك في الاسلام ولم يحصل الحاقه في الجاهلية اما لعدم الدعوى واما لكون الام لم تعترف به لعتبة واحتج عبد بن زمعة بانه ولد على فراش أبيه فحكم له به النبى صلى الله عليه وسلم (فأقبضه) بكسر الموحدة (فلما كان عام الفتح) بالرفع والنصب (عهد الى فيه) أي أوصاني به (عبد بن) بابدال ابن من عبد (أخي وابن وليدة أبي) فيه حجة لمن قال بجواز استلحاق الوارث الجائر أو كل الورثة بشرطه خلافا لمالك وموافقيه (فتساوقا) بالمهملة والقاف أى سارا بسرعة