قيل سقط من الايوان ليلتئذ من الشرفات بعدد من ملك منهم بعد ذلك والله أعلم*
[تتمة في خبر النجاشي وتكريمه لكتابه صلى الله عليه وسلم وعودة مهاجري الحبشة]
وأما النجاشي رضى الله عنه فقد كان اسلم وانما بعث اليه النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري في تزويج أم حبيبة رملة بنت ابى سفيان بن حرب وان يرسل اليه جعفر بن أبي طالب ومن معه من المهاجرين فلما ورد الكتاب على النجاشي وضعه على عينيه ونزل عن سرير ملكه اجلالا له ثم سارع الى ذلك وأرسل الى أم حبيبة على يد مولاته أبرهة بأربعمائة دينار فأعطتها أم حبيبة خمسين دينارا فردتها وقالت امرني الملك ان لا آخذ منك شيأ وقالت انا صاحبة دهن الملك وثيابه ولقد آمنت بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وحاجتي منك أن تقرئيه مني السلام وقد أمر الملك لنسائه أن يبعثن اليك ما عندهن من عود وعنبر وولت أم حبيبة أمرها في التزويج خالد بن سعيد بن العاص ثم وجه النجاشى جميع من عنده من المسلمين في سفينتبن بجميع ما يحتاجون اليه قالت أم حبيبة خرجنا الى المدينة فوافقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر فخرج من خرج اليه فأقمت بالمدينة حتى قدم رسول الله ملتئم وأما انصداع ايوان كسري فانما كان ليلة مولده صلى الله عليه وسلم كما مر (وأما النجاشي فكان قد أسلم) هو الذى صلى عليه النبى صلى الله عليه وسلم وما في صحيح مسلم من طريق يوسف بن حماد وليس بالنجاشى الذى صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم فرواية شاذة تخالفها روايات الجمهور (رملة) بفتح الراء وسكون الميم (أبرهة) بفتح الهمزة وسكون الموحدة وفتح الراء (باربعمائة دينار) كذا في تفسير البغوي وغيره ولا ينافيه ما في سنن أبى داود والنسائى انه أمهرها أربعة آلاف درهم من حساب الدينار بعشرة دراهم وما في الصحيح ان صداقه صلى الله عليه وسلم لازواجه كان اثني عشر أوقية ونشا وذلك خمسمائة درهم لا ينافي ذلك لان هذا القدر تبرع به النجاشى من ماله اكراما له صلى الله عليه وسلم لا انه صلى الله عليه وسلم أداه وعقد به قاله النووى (انا صاحبة دهن الملك وثيابه) أى المتولية حفظ ذلك (عنبر) وهو نبت في البحر طيب الرائحة يقذفه البحر وهو نوعان سالم ومبلوع فالسالم ما خرج على هيئته والمبلوع ما يبتلعه الحوت ثم يخرجه وتنقص بذلك قيمته لنقص رائحته زاد البغوى فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يراه عليها وعندها فلا ينكر انتهى أي ففيه دليل على طهارته (خالد بن سعيد بن العاص) بن أمية بن عبد شمس لكونه ابن عم ابيها وقيل عثمان بن عفان بن العاص بن أمية لذلك أيضا وقيل النجاشى لكونه أمير الموضع وسلطانه حكى هذه الاقوال القاضى عياض قلت ويؤيد الثالث ما في سنن أبى داود والنسائي فزوجها النجاشي من النبى صلى الله عليه وسلم والجمهور على انها زوجت بأرض الحبشة وقيل بالمدينة بعد قدومها «تنبيه» في صحيح مسلم عن ابن عباس أن أبا سفيان قال للنبي صلى الله عليه وسلم ثلاث أعطنيهن يا رسول الله قال نعم قال عندي أحسن العرب وأجملها أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها قال نعم قال ومعاوية