شعر حكاه فحشدت قريش لذلك واجتمعوا في دار الندوة واتفقوا أنهم يمنعون الظالم من الظلم واحتلفوا على ذلك في دار عبد الله بن جدعان وكان أوّل من سعى في ذلك الزبير بن عبد المطلب* وفي السابعة عشرة قتل هرمز أحد الملوك الاكاسرة
[مطلب في خروجه الى الشام بتجارة لخديجة وزواجه بها صلى الله عليه وسلم الى الشام]
وفي الخامسة والعشرين خرج صلى الله عليه وآله وسلم مع ميسرة غلام خديجة في تجارة لها قبل أن يتزوجها بشهرين وأربعة وعشرين يوما وفيها كان من أمر نسطورا الراهب ما ذكره وقوله لميسرة ممن هذا الرجل فقال من قريش من أهل الحرم فقال هذا نبى وهو آخر الانبياء وحكى ميسرة أنه كان اذا اشتد الحر ظللته غمامة ولما رجعا باعت خديجة ما قدما به فاضعف ولما أضعف الربح أضعفت له خديجة ما سمت له من الاجرة وكانت أربع بكرات* وروى الحاكم بسنده أن خديجة أيضا استأجرته سفرتين الى جرش كل سفرة بقلوص ولما حكى ميسرة لخديجة ما رأى من البراهين والكرامات وتعرف في صحبته من البركات مع حسن السمت والهدي والدلّ خطبته الى نفسها وكانت رضي الله عنها من أفضل قريش حسبا ونسبا ومالا وجمالا كل من قومها قد كان حريصا على ذلك منها لو كان يقدر عليه فلما قالت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذكره لاعمامه فخرج معه عمه حمزة وكلم أباها فقبل ثم حضر أبو طالب ورؤساء قريش وخطب أبو طالب فقال الحمد لله من مذحج حداد كان أوّل من بنى فيه وكان قبل ذلك يسمى الامين لان الحجر كان مستودعا فيه (فحشدت) بفاء فمهملة فمعجمة مكسورة فمهملة أي اجتمعت (واحتلفوا) بالمهملة (ابن جدعان) بالجيم والمهملتين بوزن عثمان (وكان أوّل) بالنصب خبر كان مقدم (الزبير) بالرفع اسمها مؤخر ويجوز العكس وفي السابعة عشر (هرمز) بضم الهاء والميم بينهما راء ساكنة وآخره زاي وهو الكبير من ملوك العجم ويقال له الهرمزان والهارموز قاله في القاموس وغيره (الا كاسرة) جمع كسرى بكسر الكاف وفتحها وهو ملك الفرس ومعناه واسع الملك وفي الخامسة والعشرين (ميسرة) بميم فتحتية فمهملة فراء فهاء على وزن حيدرة لا يعرف له اسلام (خديجة) بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي (نسطورا) بفتح النون وسكون المهملة فطاء مهملة مضمومة فواو ساكنة ثم راء مقصورة (انه كان اذا اشتد الحر ظللته غمامة) أي باظلال ملكين كما في رواية في الشفا ان خديجة ونساءها رأينه لما قدم وملكان يظلانه فذكرت ذلك لميسرة فأخبرها انه رأى ذلك منذ خرج في سفره (أربع بكرات) جمع بكرة بفتح الموحدة وهي الفتية من الابل (وروى الحاكم) هو محمد بن عبد الله بن البيع بفتح الموحدة وكسر التحتية المشددة أبو عبد الله النيسابوري ولد بها في شهر ربيع الاول سنة احدى وعشرين وثلاثمائة ومات بها في صفر سنة خمس وأربعمائة (جرش) بالجيم والراء فالمعجمة بوزن عمر بلد باليمن (مع حسن السمت) بفتح المهملة (والهدى) بفتح الهاء وسكون المهملة (والدال) بفتح المهملة وتشديد اللام كلها بمعنى وهى السيرة والطريقة والمذهب وهيئة أهل الخير (حسبا) ذكر مفاخر الآباء