ستر الذي خار من ألفاظه كملا ... فالهم مجتمع والقلب مشغول
هذا ما ذكره ابن هشام من هذه القصيدة وزاد على ما رواه عن ابن اسحاق سبعة أبيات وقد اختلفت النسخ في ضبطها وكثر اعتناء الفضلاء بها ما بين شارح وموشح ومعارض فشرفت بشرف من صنعت فيه وأنشدت بين يديه وذكر انه لما أتى حين انشاده على قوله
ان الرسول لنور يستضاء به ... وصارم من سيوف الله مسلول
نظر النبي صلى الله عليه وسلم الى أصحابه كالمعجب لهم من حسن القول وجودة الشعر وانه صلى الله عليه وسلم خلع عليه بردته وقال له لولا ذكرت الانصار بخير فانهم أهل لذلك فقال أبياتا بعد فيها مناقب الانصار
[تتمة في الكلام على كعب هذا وشىء من شعره في مدح النبى صلى الله عليه وسلم]
وكان كعب هذا وأبوه وأولاده من فحول الشعراء ومن قوله في النبي صلى الله عليه وسلم
تحدي به الناقة الا دماء معتجرا ... بالبرد كالبد رجلى ليلة الظلم
ففي عطا فيه أو أثناء بردته ... ما يعلم الله من خير ومن كرم
ومما يستجاد من قوله
لو كنت أعجب من شئ لا عجبني ... سعي الفتى وهو مخبوء له القدر
يسعى الفتى لامور ليس يدركها ... فالنفس واجدة والهم منتشر
والمرء ما عاش ممدود له أمل ... لا تنتهى العين حتى ينتهى الأثر
ومنه أيضا تنكيل وجبن يقال نكل فما حمل أى فما جبن (شارح) متكلم على جميعها بعبارة متسعة (وموشح) باعجام الشين واهمال الحاء متكلم على ما يحتاج الكلام منها فقط مأخوذ من الوشاح الذي تجعله المرأة في خلقها (ومعارض) منشد على قافيتها (فشرفت) بفتح المعجمة وضم الراء (وذكر انه لما أتاه حين انشاده الى آخره) ذكر ذلك أهل السير (وجودة الشعر) بفتح الجيم وضمها (خلع عليه بردته) مكافأة لما قاله ففيه جواز كسوة الشاعر واعطائه شيأ من المال ما لم يكن في ذلك اعانة على شعر محرم (لولا) أى هلا (فانهم أهل لذلك) هذا من جملة مناقبهم اذ شهد النبي صلى الله عليه وسلم باهليتهم للخير (فقال أبياتا) أولها
من سره كرم الحياة فلا يزل ... في مغنم من صالحى الانصاري
(الادماء) بالمد السوداء (معتجرا) بالمهملة والجيم والراء أي شادا وسطه (ففى عطا فيه) بكسر العين تثنية عطف وهو الجانب (وهو مخبوء) بالهمز مرصد من حيث لا يشعر