للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باستيلاء التتار على البلاد وقتل الخليفة أبي أحمد عبد الله المعتصم بالله وذلك سنة ست وخمسين وستمائة أرسل الملك المظفر اليمني منبرا رمانتاه من الصندل فنصب مكان المنبر الأوّل النبوي وبقى الى أن حوله الملك الظاهر بيبرس وذلك سنة ست وستين وستماية والله أعلم

[ذكر فضل المنبر المنيف وما بينه وبين القبر الشريف]

ذكر فضل المنبر المنيف وما بينه وبين القبر الشريف- روينا في الصحيحين من روايات ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بين بيتى ومنبري انقرضت عقب ذلك بقليل في فتنة التتار انتهى واحترق في هذه النار جميع الحرم حتى اذابت الرصاص الذى العمد عليها فوقعت ولم يبق غير السور واقفا وكان قد خرج قبل هذه النار نار عظيمة وكان بدؤها زلزلة ليلة الاربعاء بعد العتمة الثالث من جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وستمائة الى صحي النهار يوم الجمعة ثم سكنت الزلزلة وظهرت النار بالحجاز وغيره الى أن وصلت الى قرب المدينة الشريفة وكان يأتي المدينة من جهتها نسيم بارد ببركته صلى الله عليه وسلم وكان يشاهد من هذه النار غليان كغليان البحر وانتهت الى قرية من قري اليمن فاحرقتها وهي النار التي أخبر صلى الله عليه وسلم بخروجها من ارض الحجاز تضىء لها أعناق الابل ببصرى أي مدينة حوران كما في الصحيحين وغيرهما وأخرجه ابن عدي في الكامل بلفظ حتى يسيل واد من أودية الحجاز بالنار يضيء الى آخره قال السيوطى وهو منطبق على هذه النار فانها سال منها واد مقدار أربعة فراسخ وكان خروجها زمن الامام النووي كما ذكره في شرح مسلم (باستيلاء التتار) بفوقيتين خفيفتين آخره راء وهم نوع من الترك استولوا في ذلك الزمن (على البلاد) كان استيلاؤهم يومئذ على بغداد وكانت عمود الاسلام وقتلوا من كان من أهل الاسلام وسبوهم فانتشر حينئذ الخوف وعظم الكرب وعم الرعب جميع البلاد (وقتل الخليفة) مصدر مضاف الى الخليفة وهو عطف على قوله باستيلاء (أبي أحمد المعتصم بالله) وكان آخر من ولي من العباسيين (أرسل) كما قاله ابن النجار (الملك المظفر) بفتح المعجمة والفاء المشددة (وبقى) منبر المظفر (الى ان حوله) بعد عشر سنين (الملك الظاهر) بالمعجمة (بيبرس) بفتح الموحدتين وسكون التحتية بينهما والراء آخره سين مهملة وقيل معجمة ولم يزل كذلك الى سنة عشرين وثمانمائة فارسل الملك المؤيد منبرا فلم يزل الى سنة سبع وستين وثمانمائة فأرسل المجاهد خشقدم منبرا* ذكر فضل المنبر الشريف (روينا في الصحيحين) ومسند أحمد وسنن النسائي (من روايات) بعضها عن عبد الله بن زيد المازنى وبعضها عن على وبعضها عن أبي هريرة (ما بين بيتى) يريد قبره كما نقله الطبرى عن زيد بن أسلم ويؤيده رواية ابن عساكر ما بين قبرى بدل بيتي أو يريد بيت سكناه على ظاهره وروي ما بين حجرتى والقولان متفقان لان قبره في حجرته وهي بيته قال الطبري والمراد بيت عائشة رضى الله عنها (ومنبرى) الصحيح ان المراد به منبره الذي كان يخطب عليه للجمعة وبينه وبين بيته ثلاثة وخمسون

<<  <  ج: ص:  >  >>