[مطلب في إسلام سيدنا العباس والكلام على أول راية عقدها رسول الله]
وفيها أسلم العباس رضى الله عنه وكان أسر ببدر وفادى نفسه وابنى اخوته عقيل بن أبى طالب ونوفل بن الحارث ثم أسلم عقيب ذلك وقد ذكرناه مستوفى فى ترجمته في كتابنا الرياض المستطابة والله أعلم* وفيها كان من الغزوات والسرايا سرية عبيدة ابن الحارث بن المطلب بن عبد مناف وهى أوّل راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعقد قبلها لاحد قيل بعثه صلى الله عليه وسلم مرجعه من غزوة الأبواء قبل أن يصل الى المدينة وكان عددهم ستين أو ثمانين راكبا من المهاجرين ليس فيهم انصارى ولقوا جمعا من قريش بالحجاز فلم يكن بينهم قتال الا أن سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه رمى بسهم فكان أوّل سهم رمي به فى سبيل الله ثم انصرفوا وللمسلمين حامية وفرّ الى المسلمين يومئذ المقداد بن عمرو البهرانى وعتبة بن غزوان المازنى وكانا من المستضعفين بمكة وكان على المشركين يومئذ عكرمة بن أبي جهل وقيل مكرز بن حفص. ثم سرية حمزة بن عبد المطلب الى سيف البحر من ناحية العيص في ثلاثين راكبا من المهاجرين فلقى أبا جهل بذلك الساحل في ثلاثمائة راكب فحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهنى وكان موادعا للفريقين ثم غزوة بواط من ناحية رضوى قال البكرى واليها انتهى النبى صلى الله عليه وآله وسلم في غزوته الثانية ولم يلق كيدا وذلك في شهر ربيع الأوّل واستعمل على المدينة السائب بن مظعون وروينا في صحيح مسلم عن جابر قال سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يطلب في غزوة بواط مجدي بن عمرو الجهنى وكان الناضح يعتقبه منا الخمسة والستة والسبعة ثم ساق فيها الحديث الطويل المشتمل (وفيها) أي في هذه السنة (كان من الغزوات) جمع غزوة (والسرايا) مثل عطايا جمع (سرية) بتشديد الياء مثل عطية القطعة من الجيش (عبيدة) بضم العين وفتح الموحدة واسكان التحية فدال مهملة فهاء وهذه السرية بهذا التاريخ ذكرها ابن هشام في السيرة وأبو الربيع في كتاب الاكتفاء وقال في المواهب في شوال على رأس ثمانية أشهر (وهي أوّل راية عقدها) هذا مختلف فيه فان بعض الناس يقول راية حمزة أوّل راية لانها كانت على رأس سبعة أشهر في رمضان خلافا للمصنف (بسيف البحر) بكسر المهملة وسكون التحتية وبالفاء ساحل البحر من ناحية العيص قاله في المواهب وجزم بأن هذه السرية قبل سرية عبيدة ثم قال فلما تصافوا حجز (بينهم مجدي) بفتح الميم وسكون الجيم وكسر الدال المهملة وياء كياء النسب (بواط) بالضم وآخره طاء مهملة ورواه العذري والمستملى بفتح أوله والاول أشهر وقالوا هو جبل من جبال جهينة بناحية رضوى (السائب بن مظعون) هو أخو عثمان بن مظعون (الناضح) البعير