للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصابعه في هذه الحلقة لجعلت عليها الذهب والفضة. ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأكل والشرب في آنية الذهب والفضة وقال الذى يأكل أو يشرب في آنية الذهب والفضة انما يجرجر في بطنه نار جهنم

[فصل وأما النوم]

«فصل» وأما النوم فدلت الاحاديث الصحيحة الصريحة انه كان صلى الله عليه وسلم فيه على حد الاعتدال والاقلال ومن تأمل حاله في الغذاء علم ذلك ضرورة وكان ينام على الجانب الأيمن استظهارا على قلة النوم لأن القلب والأعضاء الباطنة منوطة بالجانب الأيسر فاذا نام على الأيمن تعلقت ومنع ذلك الاستغراق ومع ذلك فقد قال ان عيني ينامان ولا ينام قلبي وكان فراشه من أدم حشوه ليف. وسئلت حفصة ما كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتك قالت مسح نثنيه بثنيتين فينام عليه فلما كان ذات ليلة قلت لو ثنيته باربع ثنيات كان أوطأ له فثنيناه باربع فلما أصبح قال ما فرشتم لى الليلة قلنا هو فراشك الا انا ثنيناه باربع قال ردوه بحاله الاول فان وطأته منعتني صلاتى الليلة وكان أحيانا ينام على سرير مرمول بشريط بغير فراش. وكان صلى الله عليه وسلم اذا نام نفخ ولا يغط غطيطا الشيخان وغيرهما (لولا اني رأيت أصابعه في هذه الحلقة) أى وأحببت التبرك باثرها (نهي عن الاكل والشرب الي آخره) أخرجه بهذا اللفظ النسائي عن أنس (الذى يأكل أو يشرب في آنية الذهب والفضة الى آخره) أخرجه الشيخان وابن ماجه عن أم سلمة الا أو يشرب فمن زيادة مسلم (يجرجر) بضم أوله وفتح الجيم الاولى وكسر الثانية بينهما راء ساكنة مكررة من الجرجرة وهى صوت يردده البعير في حنجرته اذا هاج قال في التوشيح وضبطه بعض الفقهاء بفتح الجيم الثانية للمفعول ولا يعرف في الرواية (نار جهنم) زاد الطبراني عن أم سلمة الا ان يتوب ونار بالنصب مفعول والفاعل ضمير الشارب وبالرفع فاعل يجرجر على ان النار هى التى تصوت في البطن أو على انه خبران وما موصولة وسمى المشروب نارا لانه يؤول اليها كما قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً.

(فصل) في صفة نومه (كان ينام على الجانب الايمن) أخرجه أحمد والترمذى والنسائي عن البراء وأخرجه أحمد والترمذى عن حذيفة وأخرجه أحمد وابن ماجه عن ابن مسعود (منوطة) بالمهملة أي معلقة (الاستغراق) بالنصب مفعول (وسئلت حفصة ما كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الى آخره) أخرجه الترمذي في الشمائل (مسحا) بكسر الميم وسكون السين ثم حاء مهملتين أى لباسا (كان اذا نام نفخ) أخرجه أحمد والشيخان عن ابن عباس وأخرجه أحمد عن عائشة (ولا يغط) بكسر المعجمة وتشديد المهملة

<<  <  ج: ص:  >  >>