قوله في القسط والحبة السوداء. وأكل معه عليّ تمرا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم مه يا على فانك ناقه فكف عنه علىّ ثم جىء اليه بمطبوخ سلق وشعير فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا علىّ من هذا فأصب فانه أوفق لك ودنا ليأكل معه مرة رطبا وهو أرمد فقال له صلى الله عليه وسلم أتأكل الحلو وأنت ارمد فتنحى علىّ ناحية فرمى اليه النبي صلى الله عليه وسلم برطبة ثم اخرى حتى بلغ سبعا ثم قال حسبك فانه لا يضر من التمر ما أكل وترا
[فصل في صفة جلسته صلى الله عليه وسلم منفردا ومع أصحابه]
«فصل» في صفة جلسته صلى الله عليه وسلم منفردا ومع أصحابه قال أبو سعيد الخدري كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا جلس في المجلس احتبى بيديه وكذلك أكثر جلوسه محتبيا فربما احتبى بيديه وربما احتبى بثوبه وفي حديث قيلة بنت مخرمة قالت رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو قاعد القر فصاء فلما رأيته أرعدت من الفرق وذكر الحديث وفي حديث جابر بن سمرة انه صلى الله عليه وسلم تربع قال أهل الغريب الحبوة بضم الحاء وكسرها وقد تبدل الياء من الواو وهو ان يعقد الثوب على مجموع ظهره وركبتيه وربما احتبي صلى الله عليه وسلم بيديه وربما عقده على الركبتين فقط والقرفصاء بضم القاف والفاء مع المد وبكسرهما مع القصر وفسرها البخاري بالاحتباء باليد والتربع ان يخالف قدميه بين يديه ويجلس على وركيه متوطئا وكان صلى الله عليه وسلم ربما أسند الى جدار أو سارية وربما اتكأ على أحد جانبيه وربما استلقى على قفاه ووضع إحدى يديه على الأخرى. وفي حديث جبريل حين سئل النبي صلى الله عليه وسلم انه أسند ركبتيه الى ركبتيه كالتشهد. قال المؤلف دل مجموع هذه الاحاديث على ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يجلس كيف ما تيسر وعلى حسب وكسر الجيم أى تريح فؤاده وتزيل عنه الهم وتنشطه (مه) بمعني أكفف (ناقه) بالنون والقاف وهو المعني من المرض الذي قربت عهدته لم يتراجع اليه كمال صحته (سلق) بكسر السين وسكون اللام ثم قاف.
(فصل) في صفة جلوسه (قال أبو سعيد) أخرجه عنه أبو داود والبيهقى في السنن (قيله) بفتح القاف وسكون التحتية (بنت مخرمة) بفتح الميم والراء وسكون المعجمة عنزية على الصحيح وقيل عدنية (أرعدت) أى علتني رعدة أي ارتعاش (الفرق) أي الخوف وذلك من وقاره صلى الله عليه وسلم وهيبته (وذكرت الحديث) هو قوله صلى الله عليه وسلم يا مسكينة عليك السكينة (القر فصاء) بضم القاف والفاء مع المد وبكسرهما مع القصر كذا قاله الفراء وقال ابن قرقول يمد ويقصر ويقال بكسر القاف والفاء (وفسرها البخاري) والجوهري في الصحاح (بالاحتباء باليد) مكان الثوب زاد الجوهري ويلصق فخذه ببطنه وقال أبو المهدى هو أن يجلس على ركبتيه متكئا ويلصق بطنه بفخذيه ويعابط كفيه وهي جلسة الاعراب (وربما استلقى على قفاه الي آخره)