كان حقا على كل مسلم سمعه أن يقول يرحمك الله وأما التثاؤب فانما هو من الشيطان فاذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فان أحدكم اذا تثاءب ضحك منه الشيطان رواه البخارى وفي رواية فيه فليقل يعني العاطس لمن شمته يهديكم الله ويصلح بالكم.
[وكان صلى الله عليه وسلّم يتوكأ على العصا وقال التوكؤ عليها من أخلاق الأنبياء]
وكان صلى الله عليه وسلم يتوكأ على العصا وقال التوكؤ عليها من أخلاق الانبياء وربما اتكأ على غيره لضرورة ولا ينفك من عصا يحملها معه فربما حمل عسيبا او عرجونا او عنزة او محجنا. وكان صلى الله عليه وسلم يحب الفأل ويكره الطيرة رحمك الله وللبخاري في الادب عن على موقوفا عليه من قال عند كل عطسة سمعها الحمد لله رب العالمين على كل حال كان لم يجد وجع الضرس ولا الاذن أبدا قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح البارى هذا موقوف رجاله ثقات ومثله لا يقال من قبل الرأى فله حكم المرفوع (كان حقا) أي مستحبا متأكدا (التثاؤب من الشيطان) أي من وسوسته وكيده ومكره ليثبط عن الطاعات ويكسل عنها (رواه البخارى) وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة ولمسلم فان أحدكم اذا قال هاضحك منه الشيطان وللترمذى وابن سنى عن أبي هريرة واذا قال آه آه فان الشيطان يضحك من جوفه وللترمذى عن دينار العطاس والنعاس والتثاؤب في الصلاة والحيض والقيء والرعاف من الشيطان (لمن شمته) باعجام الشين واهمالها فعلى الاول أصله الدعاء بحفظ الشوامت وهي التى بها قوام الشيء وذلك لان العاطس ينحل كل عضو في رأسه وما يتصل به من العنق فاذا قيل له يرحمك الله كان معناه يعطيك رحمة يرجع بها كل عضو الى حاله قبل العطاس وعلى الثانى أصله الدعاء بان يرجع كل عضو الى سمته الذى كان عليه (يهديكم الله ويصلح بالكم) أو يرحمنا الله واياكم أو يغفر الله لنا ولكم كما كان يقوله ابن عمر أخرجه مالك عن نافع عنه (أو عنزة) بالمهملة فالنون فالزاي مفتوحات وهى عصا أقصر من الرمح لها سنان وقيل هي الحربة القصيرة (كان يحب الفأل) كما في الصحيحين والمستدرك عن عائشة وفي سنن ابن ماجه عن أبي هريرة والفأل بالهمز ويجوز تركه وجمعه فؤول كفلس وفلوس ويقال منه تفال بالمد مع التخفيف ويقال بالتشديد قال النووي والتشديد الاصل والاول مخفف منه مقلوب عنه قال وقال العلماء يكون الفأل فيما يسر وفيما يسؤ والغالب في السرور فقد قال صلى الله عليه وسلم حين قالوا ما الفأل قال الكلمة الطيبة الصالحة يسمعها أحدكم وانما أحبه لما فيه من تأميل الفوائد من الله عز وجل وفضله فهو على خير في الحال وان غلط في جهة الرجاء فالرجاء له خير فقد جاء في الحديث انتظار الفرج بالصبر عبادة أخرجه ابن أبي عدي والخطيب عن أنس وأخرجه القضاعى عن ابن عمر وعن ابن عباس وأخرجه ابن عساكر عن على قال النووى ومن أمثله التفاؤل ان يكون له مريض فيسمع من يقول يا سالم أو يكون طالب حاجة فيسمع من يقول يا واجد (ويكره الطيرة) بالمهملة فالتحتية بوزن الغيبة على الصحيح المشهور. وحكى عياض عن ابن الاثير سكون الياء وهو مصدر يطير طيرة ولم يجيء له نظير الاتخير خيرة والطيرة التشاؤم وأصله كل مكروه وكانوا يتطيرون بالسوانح والبوارح فينفرون الظباء