للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت في كف شرحبيل الجعفي سلعة فمنعته القبض على السيف وعنان الدابة فعركها صلى الله عليه وسلم بكفه حتى ارتفعت فلم يبق لها أثر. وسألته صلى الله عليه وسلم جارية طعاما وهو يأكل فناولها من بين يديه وكانت قليلة الحياء فقالت انما أريد الذى في فيك فناولها ما في فيه ولم يكن صلى الله عليه وسلم يسأل شيئا فيمنعه فلما استقر في جوفها ألقى عليها من الحياء ما لم يكن بالمدينة امرأة أشد حياء منها.

[فصل في إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم]

* (فصل) * في اجابة دعائه صلى الله عليه وسلم. قال حذيفة كان صلى الله عليه وسلم اذا دعا لرجل أدركت الدعوة ولده وولد ولده. فمن ذلك دعاؤه صلى الله عليه وسلم لانس ابن مالك وقد سبق ذلك. ومنه دعاؤه لعبد الرحمن بن عوف بالبركة فاشتهر من يساره ما اشتهر حتى صولحت احدى زوجاته الاربع وهي التى طلقها في مرضه على نيف وثمانين ألفا وأوصى بخمسين ألفا بعد هذا وعدا صدقاته ألفاشية ونفقاته في سبيل الله ألوافية أعتق يوما واحدا ثلاثين عبدا وتصدق مرة بتسعمائة بعير بما تحمل من الخيرات وباقتابها وأحلاسها.

ودعى لسعد بن أبى وقاص أن يكون مستجاب الدعوة فما دعا سعد لاحد أو عليه الا استجيب له. ودعا بعز الاسلام بعمر أو بابى جهل بن هشام فاستجيب له في عمر. وقال للنابغة لا يفضض تصحيف وانما هو مثل الخرء الاسود (شرحبيل) بضم المعجمة وفتح الراء وسكون المهملة بعدها موحدة مكسورة فتحتية ساكنة وقيل ان اسمه شراحيل ذكره في القاموس (الجعفي) بجيم فمهملة ففاء بوزن الكرسى منسوب الى جعفي بوزن كرسى ابن سعد العشيرة الى حي باليمن قاله في القاموس (سلعة) بكسر المهملة وسكون اللام وفتح المهملة زيادة تحدث في الجسد كالغدة تكون من قدر الحمصة الى قدر البطيخة قاله الشمنى فعركها بفتح العين المهملة في المضارع كالماضي (فيمنعه) بالفتح جواب فلم يكن (أشد حياء) بالفتح خبر يكن

(فصل) في اجابة دعائه (قال حذيفة) كما أخرجه عنه أحمد (دعاؤه لعبد الرحمن بن عوف بالبركة) سبب الدعاء انه جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم باربعة آلاف درهم فقال كان عندي ثمانية آلاف فامسكت أربعة لنفسى وعيالى وأربعة أقرضتها ربي فقال صلى الله عليه وسلم بارك الله لك فيما أمسكت وفيما أعطيت رواه ابن عبد البر وغيره (على نيف وثمانين ألفا) وقيل مائة ألف (اعتق يوما واحدا الى آخره) من جملة تصدقاته الارض التى تصدق بها على أمهات المؤمنين فبيعت باربعين ألفا أخرجه الترمذي وصححه عن عائشة (وأوصى بخمسين ألفا) في سبيل الله كما نقل عن عروة بن الزبير قال الشمنى وقال الزهرى أوصى عبد الرحمن لمن بقي من أهل بدر لكل رجل باربعمائة دينار وكانوا مائة فاخذوها وأخذ عثمان ممن أخذوا وأوصي بالف فرس في سبيل الله (وقال للنابغة) بالنون والموحدة والمعجمة هو الجعدي واسمه قيس بن

<<  <  ج: ص:  >  >>