للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والوجد ما يأخذ مثلهم على مثله وقالوا أما الرجل فقد أخذته رأفة بعشيرته ورغبة في قريته فأخبره جبريل بمقالتهم وحين قررهم النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بذلك اعترفوا فقال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم كلا انى عبد الله ورسوله وفي رواية قال ألا فما اسمي اذا ثلاث مرات أنا محمد عبد الله ورسوله هاجرت الى الله واليكم فالمحيا محياكم والممات مماتكم قالوا والله ما قلنا إلا ضنا بالله وبرسوله قال فان الله ورسوله يعذرانكم ويصدقانكم رواه مسلم.

[فصل: فى مناواة يهود المدينة الاذي للنبى صلي الله عليه وسلم بعد ما قدم اليها]

(فصل) ولما تخلص رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وأصحابه من اذى المشركين بمكة وصاروا بالمدينة وقعوا في محنة أخرى من اليهود ومنافقى الانصار بالشنآن والبغض والمقت والغيبة والسم والسحر والغوائل لكن من غير مجاهرة ولا مكابرة تتميما لامتحانهم ووفورا لاجورهم وتحقيقا لقوله تعالى وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً فكانت الغلبة لهم وكان أعداؤهم مكبوتين مقهورين يرون طوقت هذا الطوق ولا ينفك عنها (ضنا) بكسر الضاد أي شحا بك ان نفارقك ويختص بك غيرنا

(فصل) (ولما تخلص رسول الله وأصحابه من أذى المشركين بمكة) أي ما وقع لهم من المعاداة والمناواة لاظهار دين الله ودين رسوله قبل الهجرة الى الفتح (في محنة أخرى) بكسر الميم واحدة المحن وهي ما يمتحن به الانسان من البلايا (الشنآن) بالشين المعجمة والمد مهموز والنون تفتح وتسكن من شنأه اذا أبغضه (والمقت) البغض أيضا (السم) الاسم منه مثلث السين معروف وقد سم صلى الله عليه وسلم وسيحكى المؤلف ذلك وما لاقاه من سمهم له صلى الله عليه وسلم وسحرهم إياه (الغوائل) الدواهى (من غير مجاهرة) أى كانوا يأتون ذلك سرا مبطنين ذلك غير مجاهرين به (مكبوتين) من كبته اذا أخزاه وصرفه فانه صلى الله عليه وسلم كان في كنف الله وحفظه بدليل قوله تعالى وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فكان اليهود ومنافقو المدينة مخزيين في جميع ما ناووه فيه وكادوه به. ويجمل ان نذكر هنا أسماء أعدائه من رؤساء اليهود ومن انضاف اليهم من رجال الاوس والخزرج على ما حكاه ابن هشام عن ابن اسحاق قال ابن اسحق ونصبت عند ذلك أحبار يهود لرسول الله صلى الله عليه وسلم العداوة بغيا وحسدا وضغنا لما خص الله تعالى به العرب من أخذه رسوله منهم وأضاف اليهم رجال من الاوس والخزرج ممن كان عسى على جاهليته فكانوا أهل نفاق على دين آبائهم من الشرك والتكذيب بالبعث الا أن الاسلام قهرهم بظهوره واجتماع قومهم عليه فظهروا بالاسلام واتخذوه جنة من القتل ونافقوا في السر وكان هواهم مع يهود لتكذيبهم النبي صلى الله عليه وسلم وجحودهم الاسلام وكانت أحبار يهودهم الذين يسئلون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتعنتونه ويأتونه باللبس ليلبسوا الحق بالباطل فكان القرآن ينزل فيهم فيما يسئلونه غنه الا قليلا من المسائل في الحلال والحرام وكان المسلمون يسئلون عنها منهم حيي بن أخطب وأخوه أبو ياسر

<<  <  ج: ص:  >  >>