وعائين اما احداهما فبثثته واما الآخر فلو أخرجته قطع مني البلعوم وحكي عن أحمد بن حنبل قال رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام فقلت يا رسول الله ما روى أبو هريرة عنك حق قال نعم وقد ذكرنا نبذا من مناقبه في كتابنا الرياض المستطابة والله أعلم
[مطلب في غزوة زيد بن حارثة جذام وذكر سببها]
وذكر البخاري بعد غزوة خيبر غزوة زيد بن حارثة وهي التي أغار فيها على جذام وسببها ان دحية بن خليفة الكلبى جاء بتجارة من الشام وذلك مرجعه من عند قيصر حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتابه اليه فلما كان ببلاد جذام أغار عليه الهنيد الجذامي ثم الصليعي وأخذ جميع ما معه وكان رفاعة بن زيد الجذامي قد قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم منصرفه من الحديبية فأسلم وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب أمن لقومه فقدم على قومه بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم كثير منهم فلما سمع المسلمون منهم بفعل الهنيد أغاروا عليه وحاربوه واستنقذوا ما كان لدحية وردوه عليه فلما قدم دحية على رسول الله صلى الله عليه وسلم استسقاه دم الهنيد أحدهما) ففيه معرفة الحلال والحرام وجميع الاحكام الشرعية (فبثثته) زاد الاسماعيلي في الناس ومعنى بثثته أذعته ونشرته وأظهرته خوفا من لحوق الوعيد في كتمانه (وأما) الوعاء (الآخر) فلا يترتب عليه شيء من ذلك انما فيه اسماء أمراء الجور وأحوالهم وذمهم وفساد الزمان وتراكم الفتن المضلة واختلاف الاهواء فمن ثم كان أبو هريرة يكني عن بعض ذلك ولا يصرح به خوفا على نفسه كقوله في قوله صلى الله عليه وسلم هلاك أمتي على يد أغيلمة من قريش رواه أحمد والشيخان لو شئت لسميتهم لك وكقوله أعوذ بالله من رأس الستين وامارة الصبيان يشير الى خلافة يزيد فانها كانت سنة ستين قال في التوشيح فاستجاب الله دعاءه فمات قبلها بسنة وقال بعض علماء الصوفية المراد بالوعاء الثانى علم الاسرار المصون عن الاغيار المختص بالعلماء بالله تعالى من أهل العرفان قال بعضهم وهو نتيجة الخدمة وثمرة الحكمة لا يظفر به الا من غاص في بحار المجاهدات ولا يسعد به الا المصطفين بأنوار المشاهدات وهى أسرار كامنة في القلوب لا تظهر الا بالرياضة قال الكرمانى وأقول نعم يشترط أن لا تدفعه القواعد الاسلامية ولا تنفيه القوانين الايمانية اذ ما بعد الحق الا الضلال (قطع مني البلعوم) بضم الباء كناية عن القتل وللمستملى لقطع هذا يعنى رأسه (عن احمد) بن محمد (بن حنبل) بفتح المهملة وسكون النون بعدها موحدة مات ببغداد في ربيع الآخر سنة احدى وأربعين ومائتين ولد سنة أربع وستين ومائة (فائدة) روي عن أبي بكر بن أبي داود السجستاني قال رأيت أبا هريرة في النوم وأنا بسجستان أصنف حديث أبى هريرة فقلت اني لاحبك فقال أنا أوّل صاحب حديث كان في الدنيا (وذكر البخارى رحمه الله الى آخره) لم يذكرها صريحا وانما ذكر بعث النبى صلى الله عليه وسلم اسامة وقوله ان طعنتم في امارته فقد طعنتم في امارة أبيه من قبل (ببلاد جذام) بضم الجيم ومعجمة وهي قبيلة تنسب الى جذام بن عدي أخي لخم (الهنيد) مصغر (الصليعي) بالاهمال مصغر أيضا منسوب الى الصليعا موضع (استسقاه دم الهنيد) أى استأذنه في قتله