الا في ثلاثة مساجد مسجد مكة ومسجد المدينة ومسجد عبد القيس ففي ذلك يقول شاعرهم مفتخرا:
والمسجد الثالث الشرقي كان لنا ... والمنبران وفصل القول في الخطب
أيام لا منبر للناس تعرفه ... الا بطيبة والمحجوج ذي الحجب
وكان هؤلاء من ربيعة محصورين ببلدهم الى أن قتل الله كبش الردة مسيلمة وفتح على المسلمين فقال شاعرهم مستنجدا بأبي بكر الصديق والمسلمين:
الا بلغ أبا بكر رسولا ... وفتيان المدينة أجمعينا
فهل لكم الى قوم كرام ... قعودا في جواثا محصرينا
كأن دماءهم في كل فج ... دماء البدن يعشي الناظرينا
توكلنا على الرحمن إنا ... وجدنا النصر للمتوكلينا
[مطلب في وفات السيدة زينب أكبر بناته صلى الله عليه وسلم وخبر ذلك]
وفي هذا العام مات أكبر بنات النبي صلى الله عليه وآله وسلم زينب وهي زوجة أبى العاص بن الربيع ففي الصحيحين واللفظ لمسلم عن أم عطية قالت لما ماتت زينب بنت رسول بضم الجيم وتخفيف الواو وقد تهمز ثم مثلثة خفيفة قال في التوشيح وكان هذا التجميع في عهده صلى الله عليه وسلم (والمنبران) تثنية منبر وانما ثناه ليتزن البيت أو لأن عادة الشعراء تثنية الواحد كقولهم خليلي وما أشبهه أو أراد منبر الجمعة ومنبر العيد وكانا لهم يومئذ احتمالات (أيام) بالنصب على الظرف (لا منبر) بالتنوين لضرورة الشعر (تعرفه) بالفوقية (والمحجوج) بالكسر عطفا على بطيبة (كبش الردة) بفتح الكاف وسكون الموحدة آخره معجمة أى رأسها ويسمى رئيس القوم كبشهم (مسيلمة) بضم الميم وفتح المهملة وسكون التحتية وكسر اللام ابن كثير بن حبيب بن الحارث الكذاب يكنى أبا ثمامة (مستنجدا) أي مستنصرا (وفتيان) بكسر أوله وضمه جمع فتى وهو من اسماء الشباب كما مر (اجمعينا) بالف الاطلاق وكذا ما بعده (فهل لكم) باشباع ضم الميم (الى قوم كرام) أى هل لكم في نصرتهم وانقاذهم من الحصر (محصرينا) بفتح الصاد المهملة أى ممنوعين من الخروج (في كل فج) أي طريق (دماء البدن) بالضم خبر كان (يعشى) بضم أوله وسكون المهملة وكسر المعجمة من العشى وهوداء يصيب العين فيذهب البصر بالليل وأراد أن الدماء لكثرتها وشدة حمرتها يذهب نور البصر ويعشيه وإنما قال ذلك مبالغة (توكلنا) بفتح الكاف وسكون اللام أي اعتمدنا وفوضنا (انا) بكسر الهمزة (وجدنا) بالاختيار (النصر) انما يكون (للمتوكلينا) غالبا* ذكر موت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن أم عطية) قال النووي كانت أم عطية غاسلة للميتات وكانت من فاضلات الصحابيات أنصارية واسمها نسبية بضم النون وقيل بفتحها انتهى وليس في أحاديث غسل الميت أعلا من حديثها قاله ابن المنذر (لما ماتت زينب) كذا جاء تسميتها في رواية في مسلم وهو الصواب كما قاله الجوهرى