للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنهم عمرو بن معدى كرب الزبيدي قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايع ثم ارتد زمن الردة وأسلم بعد ذلك وكان له المقامات المشهورة في وقت عمر بن الخطاب وهلك بأرض فارس بعد ان عمر كثيرا ومنهم صرد بن عبد الله الازدى قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاسلم ثم سار على أهل جرش فحاصرهم قريبا من شهر ثم انصرف عنهم راجعا فتبعوه فكرّ عليهم فقتلهم قتلا شديدا وكان رجلان منهم بالمدينة فنعى اليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم قومهما في ذلك الحين فسألاه أن يدعو الله لهم فقال اللهم ارفع عنهم ثم قدم وفد جرش بعد ذلك فاسلموا وحمى لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم حمى حول قريتهم والله أعلم*

[خبر وفد كندة وعليهم الأشعث بن قيس]

ومنهم وفد كندة وهم ثمانون أو ستون راكبا عليهم الاشعث بن قيس فدخلوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مسجده وقد رجلوا جممهم وتكحلوا ولبسوا جياد الحبرات مكففة بالحرير فقال لهم ألم تسلموا قالوا بلى قال فما بال هذا الحرير فنزعوه ثم قال الاشعث يا رسول الله نحن بنو آكل المرار وأنت ابن آكل المرار فضحك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال ناسبوا بهذا النسب ربيعة بن الحرث والعباس بن عبد المطلب وكانا تاجرين فكانا اذا سارا في أرض العرب فسئلا ممن أنتما قالا بنو آكل المرار ليتعززا بذلك في العرب لان بنى آكل المرار من كندة كانوا ملوكا ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفوا منا ولا ننتفي من أبينا المعنى (ابن معدي كرب) بفتح الميم وسكون العين وكسر الدال المهملة وسكون التحتية وفتح الكاف وكسر الراء ثم موحدة لا ينصرف لانهما اسمان مركبان (الزبيدي) بالتصغير وكتب عمر بن الخطاب الى سعد بن أبي وقاص وهو على الصائفة ان استعن في حربك عمرو بن معدي كرب وطليحة الاسدى ولاتولهما من الامر شيئا فان كل صانع أعلم بصنعته وكان عمرو من فرسان العرب وشجعلنهم وفصحائهم (جرش) بضم الجيم وفتح الراء ثم معجمة قرية من قري اليمر (وفد كندة) بكسر الكاف وسكون النون ثم مهملة قال في القاموس لقب ثور بن عفير أبى حي من اليمن لانه كند أباه النعمة ولحق باخواله والكند القطع انتهى (الاشعث) بالمعجمة والمثلثة بينهما عين (ولبسوا) بكسر الباء (جياد الحبرات) أى فاخرها والحبرات جمع حبرة بكسر المهملة وفتح الموحدة نوع من برود اليمن (نحن بنو آكل المرار) بمد همزة آكل والمرار بضم الميم وتخفيف الراء شجر قال في القاموس من أفضل العشب واضخمه اذا أكلته الابل قلصت مشافرها فبدت أسنانها وانما قيل له آكل المرار لكشر كان به انتهي (ربيعة بن الحرث) بن عبد المطلب (لانقفوا منا) أي لا نتبع (ولا ننتفي من أبينا) كما كان يقوله العباس وربيعة وذلك لحرمة الانتساب الى غير الاب لان العباس وربيعة بن الحارث كانا يقولان نحن بنو آكل المرار

<<  <  ج: ص:  >  >>