فقالت الله هو السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام وأمره أيضا أن يبشرها بيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب وسيأتي فيها مزيد ذكر في الباب الخامس عند تراجم أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ان شاء الله تعالى* ولما بلغ صلى الله عليه وآله وسلم خمسا وثلاثين سنة ظهرت وبهرت أمارات خبره ظهور نار القرى واشتهرت بركته وأمانته في أم القرى. ففي هذه السنة ولدت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
[مطلب في بناء قريش الكعبة ووضعه الحجر الاسود بيده الشريفة مكانه من البيت]
وفيها بنت قريش الكعبة وتقسمتها أرباعا فلما انتهوا إلى موضع الحجر الاسود تنازعوا أيهم يضعه في موضعه ثم اتفقوا أن يحكموا أوّل داخل عليهم من بني هاشم من باب بنى شيبة فكان صلى الله عليه وآله وسلم أوّل من ظهر لابصارهم فأخبروه فبسط صلى الله عليه وعلى آله وسلم رداءه ووضع الحجر فيه وأمر أربعة من رؤسائهم أن يحملوه معا الى منتهى موضع الحجر ثم أخذه صلى الله عليه وآله وسلم بيده الكريمة المباركة ووضعه في موضعه وفي الصحيح انهم كانوا يجعلون أزرهم على عواتقهم لتقيهم الحجارة استدل به أبو بكر بن أبي داود على تفضيل خديجة على عائشة لان عائشة سلم عليها جبريل من قبل نفسه ولم يبلغها السلام من الله تعالى (فقالت الله هو السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام) من زيادات الطبراني وقد يؤخذ منه ان الشخص اذا أرسل اليه السلام يبدأ في الجواب بالمسلم ثم بالرسول وهو خلاف المعروف (ببيت) قال الخطابي وغيره المراد به هنا القصر (من قصب) بفتح القاف والمهملة بعدها موحدة قال النووي قد جاء في الحديث مفسرا ببيت من لؤلؤة مخبأة وفسروه بمجوفة انتهي (قلت) وفي الطبراني من حديث فاطمة قالت قلت يا رسول الله اين أمي قال في بيت من قصب قلت أمن هذا القصب قال لابل من القصب المنظوم بالدر واللؤلؤ والياقوت (لاصخب) بمهملة فمعجمة مفتوحتين وهو الصوت المختلط المرتفع ولغة ربيعة فيه بالسين (نصب) هو المشقة والتعب. قال النووي ويقال فيه نصب بضم النون وسكون المهملة كحزن وحزن والفتح أشهر وبه جاء القرآن أى في قوله تعالى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وقد نصب بفتح النون وكسر الصاد (عند تراجم) جمع ترجمة وأصلها التعبير عن لغة باخرى (ولما بلغ صلى الله عليه وسلم خمسا وثلاثين سنة ظهرت وبهرت امارات خبره ظهور) منصوب على المصدر (القرى) بكسر القاف الضيافة (ولدت فاطمة) انما ذكر ولادتها دون اخواتها مع انهن أكبر منها كما سيأتي لفضلها عليهن بل على نساء العالمين وسيأتي ان وفاتها بعد أبيها بستة أشهر فجملة عمرها ثمان وعشرون سنة وأشهر (الكعبة) سميت بذلك لارتباعها وقيل لارتفاعها ومن أسمائها البيت الحرام والمسجد الحرام والبنية والمذبحة (وتقسمتها ارباعا) فكان ما يلى الباب لبني عبد مناف وبني زهرة وما بين ركن الحجر واليمانى لبني مخزوم وتيم وقبائل من قريش وكان ظهرها لبنى سهم وجمح وكان سوى الحجر لبني عبد الدار وبني أسد وبني كعب (ثم اتفقوا ان يحكموا أوّل داخل عليهم الى آخره) كان ذلك بمشورة أبى أمية المخزومي وأبى حذيفة بن المغيرة قاله ابن الاثير وغيره (من باب بني شيبة) هو المعروف الآن بباب السلام (وفي) الحديث (الصحيح)