وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ الآية وفيه من رواية سلمة ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال دعوهم يكن لهم بدء الفجور وثناه وصرح فيه من رواية البراء بن عازب ان كاتب الكتاب على بن أبى طالب رضي الله عنه وان النبي صلى الله عليه وآله وسلم سئله ان يمحو اسم الرحمن الرحيم واسم الرسالة حين ابوا منها فاستعظم ذلك وحلف ان لا يمحوها فمحاها النبى صلى الله عليه وآله وسلم بيده
[مطلب فى الكلام على بيعة الرضوان]
(فصل) وكان صلح الحديبية في ذي القعدة وكان عدد المسلمين ألفا وأربعمائة وساقوا سبعين بدنة واستعمل النبي صلى الله عليه وسلم في مخرجه ذلك على المدينة تميلة بن عبد الله الليثي وكان سبب بيعة الرضوان ان النبى صلى الله عليه وآله وسلم بعث عثمان الى مكة فأشيع قتله فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم أما والله لئن قتلوه لأناجزنهم فدعا الناس الى البيعة فبايع بعضهم على الموت وبعضهم قتال (بدء الفجور) بالهمز أي ابتداؤه (وثناه) بكسر المثلثة وروى وثناه بضم المثلثة أي عوده ثانية
(فصل) وكان صلح الحديبية (الفا وأربعمائة) في رواية البخاري خمس عشرة مائة قال في التوشيح والجمع انهم كانوا الفا وأربعمائة وزيادة لا تبلغ المائة فالاول الغى الكسر والثاني جبره ومن قال الفا وثلثمائة فعلى حسب اطلاعه وقد روى الفا وستمائة والفا وسبعمائة وكانه على ضم الاتباع والصبيان ولابن مردويه عن ابن عباس كانوا الفا وخمسمائة وخمسة وعشرين وهذا تحرير بالغ انتهى ومر عن البغوي انهم كانوا سبعمائة وانهم (ساقوا سبعين بدنة) لتكون كل بدنة عن سبعة فان صح حمل على انهم كانوا كذلك أوّل خروجهم ثم لحقهم من لحق بعد ذلك (تميلة) بضم الفوقية وفتح الميم (بعث عثمان الى مكة) وكان بعثه بمشورة عمر بن الخطاب وكان النبي صلى الله عليه وسلم يزيد بعثه قبله فقال انى أخاف قريشا علىّ وليس بمكة من بنى عدى أحد يمنعنى وقد عرفت قريش عداوتي اياها وغلظتي عليها فدله على عثمان وسبب ذلك كله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل الحديبية أرسل خراش بن أبى أمية الخزاعي الى مكة وحمله على بعير له يقال له الثعلب ليبلغ اشرافهم عنه ما جاء له فعقروا جمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وارادوا قتله فمنعهم الاحابيش فخلوا سبيله حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم حسب ما ذكره ابن اسحاق وغيره عن أهل العلم (فاشيع قتله) قال ابن اسحاق لما خرج عثمان الى مكة لقيه ابان بن سعيد بن العاص حين دخل مكة أو قبل أن يدخلها فنزل عن دابته وحمله بين يديه ثم ردفه وأجاره حتى بلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت عظماء قريش لعثمان حين فرغ من اداء الرسالة ان شئت أن تطوف بالبيت فطف به قال ما كنت لافعل حتى يطوف به رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحتبسته قريش عندها فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين قتله (فبايع بعضهم على الموت) قال ابن اسحاق قال بكر بن الاشج بايعوه على الموت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل على ما استطعتم (وبعضهم) بايع (على ان