أتفخر بالكتان لما لبسته ... وقد تلبس الانباط ريطا مقصرا
فلا تك كالوسنان يحلم أنه ... بقرية كسرى أو بقرية قيصرا
ولا تك كالثكلى وكانت بمعزل ... عن الثكل لو كان الفؤاد تفكرا
ولا تك كالشاة التى كان ذبحها ... بحفر ذراعيها فلم ترض محفرا
ولا تك كالعادى فاقبل نحره ... ولم يخشه سهم من النبل مضمرا
فانا ومن يهدي القصائد نحونا ... كمستبضع تمرا الى أهل خيبرا
[الكلام على بدء الهجرة الى المدينة وأول من هاجر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم]
ولما كان ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لاصحابه ان الله قد جعل لكم (مطايا القوم) رواحلهم (أبو وهب) كنية جبير بن مطعم وقد ذكرنا نسبه قال البغوي أسلم جبير قبل فتح مكة ومات في خلافة معاوية وكان من أكابر قريش وعلماء النسب في الجاهلية والاسلام قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد أساري بدر فسمعه أي سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ والطور قال فكان ذلك أوّل ما دخل الايمان في قلبي روي ذلك البخارى في الصحيح (الى شرف البرقاء) الابرق والبرقاء والبرقة بضم الموحدة في الاخيرة كلها واحد قال الاصمعي الابرق والبرقاء وكذلك البرقة حجارة ورمل مختلطة وقال ابن الاعرابي جبل مخلوط برمل وكل شيء خلط من لونين فقد برق (حسرا) مكشوفات (الانباط) جمع نبطى والنبط اسم جيل من الناس كانوا ينزلون سواد العراق ثم استعمل في اخلاط الناس وعوامهم وقال الليث ورجل نبطى ومنعه الاعرابي (والريط) بفتح المهملة واسكان التحتية الثوب الرقيق أو كل ملاءة ليست ذات لفقين (والوسنان) النائم (والحلم) ما يراه النائم في نومه (كسرى) بكسر الكاف قاله أبو عمرو بن العلاء وقيل بالفتح والكسر افصح وهو ملك الفرس (وقيصر) ملك الروم (والثكلي) من مات ولدها بفتح الثاء والاسم بضمها (ولاتك كالعادي) أي الساعي الى حتفه (مضمرا) منصوب على الحال عند من يجوز الحال بعد النكرة ويروي موترا أى مشدودا. ورواية البيت في السيرة لابن هشام
ولاتك كالعاوي فاقبل نحره ... ولم يخشه سهم من النبل مضمرا
والبيت الاخير من القصيدة ضربه مثلا وقوله فيه (ومستبضع) أي جاعل التمر بضاعة بكسر الباء أى مالا للتجارة من قولهم استبضعت الشئ جعلته بضاعة لنفسى وأبضعته غيري بالالف جعلته له بضاعة