وسلم ان ادخل فدخل صلى الله عليه وسلم فطاف وانصرف الى منزله فلذلك قال صلى الله عليه وسلم في أسارى بدر وكانوا سبعين لو كان المطعم بن عدي حيا ثم كلمنى في هولاء النتني لتركتهم له ولذلك أيضا يقول حسان بن ثابت في المطعم حين رثاه
أجرت رسول الله مهم فأصبحوا ... عبيدك ما لبى مهل وأحرما
فلو سئلت عنه معد باسرها ... وقحطان أو باقي بقية جرهما
لقالوا هو الموفى بخفرة جاره ... وذمته يوما اذا ما تذمما
وفي هذه السنة وهى سنة عشر من المبعث وخمسين من المولد تزوج صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة وبنى بها ثم عائشة بنت أبي بكر وبنى بها بالمدينة وسيأتى خبر تزويجها عند ذكر أزواجه صلى الله عليه وآله وسلم
[مطلب في عرض نفسه صلى الله عليه وسلم على القبائل لحمايته من أذى قريش وليتمكن من نشر دعوته وخبر ذلك]
وفي سنة احدى عشرة اجتهد صلى الله عليه وسلم في عرض نفسه على القبائل في مجامعهم في المواسم منى وعرفات ومجنة وذى المجاز فكان من خبر وسلم ان ادخل فدخل) وكان دخوله لثلاث وعشرين ليلة خلت من ذي القعدة ذكره ابن الاثير وغيره (قال النبي صلى الله عليه وسلم في اساري بدر الى آخره) أخرجه البخاري وغيره (النتني) جمع نتن بفتح النون وكسر الفوقية أراد بهم أسارى بدر وسماهم نتنى أي مستقذرين لكفرهم (لتركتهم له) أي بلا فداء مكافأة لما صنع (حسان) مصروف وممنوع (ابن ثابت) بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي ابن عمرو بن مالك بن النجار وهوتيم اللات بن ثعلبة بن عمرو النجاري يكنى أبا الوليد وأبا عبد الرحمن وأبا الحسام لمناضلته عن رسول الله صلي الله عليه وسلم مات في خلافة علي قبل الاربعين وقيل مات سنة خمس وخمسين وقيل سنة أربع وخمسين وهو ابن مائة وعشرين سنة عاش ستين في الجاهلية وستين في الاسلام وكذلك أبوه وجده وجد أبيه كل منهم عاش كذلك (فائدة) ممن عاش كذلك من الصحابة سوى حسان حكيم بن حزام وسعد بن يربوع القرشي وحويطب بن عبد العزي ومخرمة بن نوفل والد المسور ونوفل بن معاوية الدئلى وحمير بن عوف أخو عبد الرحمن بن عوف وأما من عاش مائة وعشرين منهم على الاطلاق فجماعة منهم حمل بن النابغة وعبد خير بن يزيد الهمداني وعدي بن حاتم في آخرين (فلو سئلت عنه) فيه التفات من الخطاب الى الغيبة (بخفرة جاره) بضم المعجمة وسكون الفاء أي بذمة* ذكر زواج سودة بنت زمعة احدى أمهات المؤمنين (سودة) بفتح المهملة وسكون الواو (زمعة) بفتح الزاي وسكون الميم وقد يفتح ابن قيس العامرية وأمها الشموس بنت قيس النجارية (بنى بها) أي دخل عليها* ذكر عرضه صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل (وعرفات) بالصرف (ومجنة) بفتح الجيم مع فتح الميم وكسرها وبفتح الميم وكسر الجيم والنون مشددة وهي سوق أسفل مكة على بريد منها أرضها من أرض كنانة وهي التي أرادها بلال في شعره الآتي (وذي المجاز) بفتح الميم والجيم وبالزاي وهو سوق لهذيل