للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسلم ينظر وجهه في المرآة وربما نظر وجهه في الماء وسواه ويقول اللهم كما حسنت خلقى فأحسن خلقى وحرم وجهى على النار الحمد لله الذي سوى خلقى فعدله وأحسن صورتي وزان منى ما شان من غيري. وكان صلى الله عليه وسلم لا يفارقه في أسفاره قارورة الدهن والمكحلة والمرآة. والمشط والمقراض. والسواك والخيوط. والابرة. وكان صلى الله عليه وسلم يغسل رأسه بالسدر ويخضبه بالحناء والكتم.

[فصل وكان صلى الله عليه وسلم يحتجم بالأخدعين وبين الكتفين]

«فصل» وكان صلى الله عليه وسلم يحتجم بالأخد عين وبين الكتفين واحتجم على ظهر قدميه وهو محرم وكان يحتجم لسبع عشرة وتسع عشرة واحدى وعشرين وقال ان أفضل ما تداويتم به الحجامة. ونهى عن كسب الحجام غير محرمة وكان اذا احتجم واخذ من شعره أو ظفره بعث به الى البقيع فدفنه فيه. وروى ان عبد الله بن الزبير شرب من دم حجامته. فلم ينكر ذلك عليه وأمر صلى الله عليه وسلم بالتداوى وقال ان لكل داء دواء فاذا أصيب دواء الداء برئ باذن الله. ونهى عن التداوى بالخمر وقال ليس بدواء ولكنه داء الشارب وتقليم الاظفار والمصافحة والاخذ والعطاء (ويقول اللهم كما حسنت خلقى الي آخره) أخرجه ابن حبان في صحيحه عن عبد الله بن مسعود وأخرجه البيهقى عن عائشة وأخرجه أبو بكر بن مردويه عن أبي هريرة وعائشة (شان) بالمعجمة أى قبح (كان لا يفارقه في اسفاره الى آخره) أخرجه العقيلي عن أنس ولفظه لا يفارقه في الحضر ولا في السفر (يغسل رأسه بالسدر) أخرجه ابن سعد عن أبى جعفر مرسلا وأوله كان يسعط بالسمسم.

(فصل) في حجامته (يحتجم) في الاخدعين والكاهل وهو المراد بقول المصنف (وبين الكتفين) أخرجه الترمذى والحاكم عن ابن عباس (احتجم على ظهر قدميه وهو محرم) أخرجه البخاري وغيره (كان يحتجم لسبع عشرة الى آخره) هو تتمة حديث كان يحتجم في الاخدعين فرواته رواته (قلت) وكان يحتجم على هامته أخرجه أبو داود وابن ماجه عن أبي كبشة وأخرجه الخطيب عن ابن عمر وزاد ويسميها أم مغيث (ونهي عن كسب الحجام) أخرجه ابن ماجه عن ابن مسعود وللنسائى عن رافع بن خديج شر الكسب مهر البغى وثمن الكلب وكسب الحجام (غير محرمة) بدليل اعطائه أبا طيبة أجرة حجامته وفي هذا الحديث كراهة أكل ما اكتسب بالحجامة ونحوها من النجاسات بالنسبة الي الحر (ان لكل داء دواء الى آخره) أخرجه أحمد ومسلم عن جابر وللحاكم عن أبي سعيد ان الله تعالى لم ينزل داء الا انزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله الا السام وهو الموت (فاذا أصاب الدواء الداء برئ باذن الله) فان قال قائل نحن نجد كثيرين من المرضى يداوون فلا يبرأون فالجواب كما قال النووي انما هو لفقد العلم بحقيقة المداواة لا لفقد الدواء (ولكنه داء) زاد الطبراني عن أم سلمة ان الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم قال

<<  <  ج: ص:  >  >>