لما أراد الله به من الكرامة وأقبل يسعى حتى وقف على أبى جهل جالسا في القوم فضربه بقوسه فشجه شجة منكرة ثم قال أتسبه وأنا علىّ دينه فاردد ذلك على ان استطعت فقامت رجل من بنى مخزوم الى حمزة فقال أبو جهل دعوا أبا عمارة فاني والله قد سببت ابن أخيه سبا قبيحا وأتم حمزة رضي الله عنه اسلامه*
[مطلب في إسلام سيدنا عمر بن الخطاب وتعزيز الله به ضعفة المسلمين]
وفيها وقيل في الخامسة أسلم عمر بن الخطاب فعزز الله به ضعفة المسلمين وكان اسلامه متمما لاربعين وبقدر شدته التي كانت على المسلمين صار باضعاف ذلك على المشركين. قال ابن مسعود كان اسلام عمر فتحا وهجرته نصرا وإمارته رحمة ولقد كنا وما نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر فلما أسلم قاتل قريشا حتى صلى عند الكعبة وصلينا معه وعنه قال ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر قال سعيد بن جبير أسلم مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة وثلاثون رجلا وست نسوة ثم أسلم عمر فتم به الاربعون فنزل قوله تعالى يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وسبب اسلامه انه كان شديدا على من أسلم فلما علم أن اخته فاطمة وزوجها سعيد بن زيد اسلما جاء اليها وعندهما خباب يقرئهما فاختبأ خباب فبطش بختنه واقبلت أخته لتكفه عن زوجها فشجها فأدماها ثم ندم فقال اعطني هذه الصحيفة التى سمعتكم تقرؤن آنفا فقالت له انك نجس مشرك وانه لا يمسها الا الطاهر فقام فاغتسل ثم قرأ منها سطرا واحدا وقال ما احسن هذا الكلام وأكرمه يقال هى سورة طه ولما قال ذلك خرج اليه خباب ووعظه وقال له سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمس يقول اللهم أيد الاسلام بأبي الحكم بن هشام أو بعمر بن الخطاب فالله الله يا عمر فقال له دلنى على محمد فقال له هو في بيت عند الصفا مع نفر من أصحابه فجاء فاستأذن فارتاع من هناك لاستئذانه فقال حمزة رضى الله عنه نأذن له فان كان يريد خيرا بذلناه له وان كان يريد شرا اسلام عمر (ما زلنا أعزة) جمع عزيز (منذ أسلم عمر) أى لما كان فيه من الجلد والقوة في دين الله (خباب) هو ابن الارت (فبطش بختنه) أى صهره قال الجوهري الختن أبو الزوجة وأخوها قال وعند العامة اصهار الرجل مطلقا واستعمله المصنف (سورة طه) هي مكية ومن فضائلها ما أخرجه البغوي من حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أعطيت السورة التي ذكرت فيها البقرة من الذكر الاول وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى وأعطيت فواتح القرآن وخواتم السورة التي ذكرت فيها البقرة من تحت العرش وأعطيت المفصل نافلة وأخرجه الحاكم والبيهقى من حديث معقل بن يسار (أمس) مبني على الكسر (اللهم أيد الاسلام الى آخره) أخرجه الترمذي من حديث ابن عمر (بأبي الحكم) هو أبو جهل اللعين (الله الله) بالنصب على التحذير (فارتاع) أى رهقته روعة وهي الفزع