للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيلقى من يحاربه خسارا ... ويلقى من يسالمه فلوجا

فياليتى اذا ما كان ذا كم ... شهدت وكنت أولهم ولوجا

ولوجا بالذي كرهت قريش ... ولو عجت بمكتها عجيجا

أرجى بالذى كرهوا جميعا ... الى ذي العرش ان سفلوا عروجا

وهل أمر السفاهة غير كفر ... بمن يختار من سمك البروجا

فان يبقوا وأبق تكن أمور ... يضج الكافرون لها ضجيجا

وان أهلك فكل فتى سيلقى ... من الاقدار متلفة خروجا

وأما عثمان بن الحويرث فقدم على قيصر وحسنت منزلته عنده وتنصر* وأما عبيد الله بن جحش فأدرك الاسلام وأسلم وهاجر مع مهاجرة الحبشة وارتد عن الاسلام ومات بها نصرانيا*

[ومن ذلك خبر سلمان الفارسي رضى الله عنه]

ومن ذلك ما ذكر في قصة سلمان الفارسى وتنقله من الاحبار واحدا بعد واحد حتى دله آخرهم على مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولما قدم المدينة تعرف صفات النبوة يتموج البحر (خسارا) مصدر وضع موضع الاسم أي خاسرا ويجوز أن يكون على بابه والفعل مضمر تقديره فيخسر خسارا (فلوجا) بضم الفاء مصدر يأتى فيه ما مر في الخسار والفلوج الفوز والظفر (فياليتي) أي فياليتنى حذفت نون الوقابة لضرورة الشعر (اذا ما كان) أي وقع (ذاكم) يعني خروجه صلى الله عليه وسلم (ولوجا) مصدر ولج يلج (عجيجا) مصدر عج يعج والعجيج رفع الصوت (أرجى بالذي كرهوا جميعا الى آخر البيت) أي رجائى الى الله عز وجل (ذى العرش ان سفلوا) في العروج أى ان يكونوا كل ما حاولوا رفعة وضعهم الله بسبب كراهتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ودينه* وسفل مثلث الفاء والضم أشهر (السفاهة) مصدر سفه يسفه سفها وسفاهة والسفه هنا ضعف العقل ورقة الحلم وهو الحامل على الكفر (غير كفر) بالنبى صلى الله عليه وسلم الذى اختار عبادة الله عز وجل على عبادة غيره وهو معنى قوله (بمن يختار) أى يصطفي لعبادته (من سمك) أى رفع (البروجا) بألف الاطلاق وهي الاثنى عشر المشهورة الحمل والثور والجوزاء والسرطان والاسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدى والدلو والحوت (ضجيحا) مصدر ضج والضجيج رفع الصوت من أمر مفزع (وان أهلك) أى أمت (متلفة) يجوز فيه ضم الميم مع كسر اللام أى ميتة متلفة وفتحهما أى محل تلف (خروجا) بفتح المعجمة أى عظيمة من قولهم ناقة خروج اذا عظم سنامها* ذكر اسلام سلمان الفارسي قال ابن عبد البر أصله من جبا قرية من قرى أصبهان وقيل من رامهرمز وكان أبوه دهقانها وسيدها وسادن نارها (وتنقله) بالجر (من الاحبار واحدا بعد واحد) قال ابن اسحق وغيره ما معناه مر سلمان على النصارى المجاورين للفرس وهم في الكنائس فاعجبه دينهم فلزمهم فقيده أبوه على ذلك وطلب منه خدمة بيت النار ففك القيد وخرج الى الشام فسأل عن عالم النصارى فدل عليه فخدمه واطلع منه على خيانة في دينه فاخبر النصارى بذلك فرجموه وأقاموا مكانه رجلا صالحا فصحبه سلمان حتى قارب

<<  <  ج: ص:  >  >>