للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه وأما الآخر فاعرض فاعرض الله عنه. وروينا في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدرى وابى هريرة انهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال لا يقعد قوم يذكرون الله تعالى الا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده. وروينا فيه أيضا عن معاوية قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على حلقة من أصحابه فقال ما أجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للاسلام ومنّ به علينا قال آلله ما أجلسكم إلا ذاك اما اني لم أستحلفكم تهمة ولكنه اتاني جبريل فاخبرنى ان الله تعالى يباهى بكم الملائكة. وروينا في صحيحهما عن ابى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى انا عند ظن عبدى بى وانا معه اذا ذكرنى فان ذكرنى في نفسه ذكرته في نفسي وان ذكرنى في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم. وروينا في جامع الترمذى عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا يا رسول الله وما رياض الجنة قال حلق الذكر فهذا ما ورد في الصحيحين من هذا المعنى.

[مطلب في أذكار منتقاة من الصحاح]

وقد رأيت ان اختم ذلك بخمسة اذكار منتقاة من الصحاح عظيمة الارباح مفصحة يوم القيامة وعودها باليمن والصلاح. أولها لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو (فاستحيا الله منه) أى عامله معاملة المستحيين من اللطف به اذ هو تعالي منزه عن الاستحياء الذى هو رقة الوجه (فاعرض الله عنه) كناية عن غضبه (وروينا في صحيح مسلم عن أبي هريرة وأبي سعيد) أخرجه عنهما أيضا الترمذي وابن ماجه وسبق الكلام على هذا الحديث قريبا (وروينا فيه أيضا عن معاوية) أخرجه عنه أيضا الترمذي والنسائي وهو داخل في مسند أبي سعيد (آلله ما اجلسكم الا ذاك) زاد الترمذي بعد قوله صلى الله عليه وسلم آلله ما اجلسنا الا ذاك (تهمة لكم) بضم الفوقية مع فتح الهاء وسكونها واشتقاقها من الوهم والتاء بدل من الواو (ان الله يباهى بكم الملائكة) قال النووى معناه يظهر فضلكم لهم ويريهم حسن عملكم ويثنى عليكم عندهم قال البهاء الحسن والجمال (وروينا في صحيحهما عن أبى هريرة) أخرجه عنه أيضا الترمذي والنسائي وابن ماجه (انا عند ظن عبدي بي) معناه ان ظن بي انى ذو رحمة واسعة ومغفرة تامة كنت كذلك بالنسبة اليه وفي ضمن الحديث النهى عن القنوط من رحمة الله (روينا في جامع الترمذي عن ابن عمر) ولاحمد والترمذي في رواية والبيهقي في الشعب عن أنس (قال حلق الذكر) وللطبرانى من حديث ابن عباس قال مجالس العلم وللترمذي من حديث أبي هريرة قال المساجد وزاد قيل وما الرابع قال سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر (لا اله الا الله وحده لا شريك له الى آخره) جاء في الحديث ان من قالها عشر مرات كان كمن اعتق أربعة أنفس من ولد اسماعيل أخرجه الشيخان والترمذى والنسائي من

<<  <  ج: ص:  >  >>