للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دفن الشهداء ورجع المدينة مر بامرأة من الانصار وقد أصيب زوجها وأخوها وأبوها فلما نعوا اليها قالت ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروها بسلامته قالت أرونيه فلما رأته قالت كل مصيبة بعدك جلل تريد حقيرة ونعى الى حمنة بنت جحش أخوها عبد الله بن جحش وخالها حمزة بن عبد المطلب فاسترجعت ثم نعي اليها زوجها مصعب بن عمير فصاحت وولولت فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ان زوج المرأة منها بمكان ولما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بكاء نساء الانصار على قتلاهم ذرفت عيناه وقال لكن الحمزة لا بواكي عليه فأمر سعد بن معاذ وأسيد بن حضير نساءهم ان يبكين على الحمزة ويتركن قتلاهم فخرج صلى الله عليه وآله وسلم وهن يبكين على باب المسجد قال ارجعن يرحمكن الله فقد آسيتن بأنفسكن ونهى عن النوح*

[مطلب في الكلام على غزوة حمراء الاسد]

غزوة حمراء الاسد وسببها ان قريشا لما انصرفوا من أحد وبلغوا الروحاء هموا بالرجوع لاستئصال من بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زيد الاوسى الظفرى وقيل استشهد يوم الخندق وقرة بن عقبة بن قرة الانصاري الاشهلى حليف لهم وسعد بن سويد بن قيس بن عامر الخدرى وسعد بن سويد الخدري وسعد بن خولى المذحجي مولى حاطب بن أبي بلنعة وسليمان بن عمرو بن حديدة الانصاري الخزرجى وهو مولى عنترة المتقدم وسلمة ابن ثابت بن وقش الانصاري الاشهلى قتله أبو سفيان بن حرب قاله ابن اسحق وسهل بن قيس بن كعب الانصارى السلمي وقيس بن رومى بن قيس الانصاري الاشهلى ذكره الواقدي وسهل بن عدى بن ابن يزيد الخزرجى وسويبق بن حاطب الانصارى قتله ضرار بن الخطاب ويزيد بن السكن الانصاري الاشهلي وابنه عامر بن يزيد ويزيد بن حاطب الانصاري الاشهلى ويسار مولي أبي الهيثم بن التيهان وأبو هبيرة قتله خالد بن الوليد وأبو نمى مولى عمرو بن الجموح والله أعلم

(ولما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بامرأة من الانصار) رواه ابن اسحاق ونقله عنه عياض في الشفاء ولم أقف على اسم المرأة وفي سيرة ابن اسحاق انها من بنى دثار (فاخبروها بسلامته) لفظ الشفاء هو بحمد الله كما تحبين (جلل) بجيم مفتوحة ولامين أي هين وصغير. قال الشمني ويطلق الجلل أيضا ويراد به العظيم فهو من الاضداد (فاسترجعت) أي قالت انا لله وانا اليه راجعون (وولولت) أي أعولت ودعت بالويل (ذرفت) بفتح الراء في الماضي وكسرها في المستقبل أي سالت (آسيتن) بالهمزة أي عاونتن (ونهي يومئذ عن النوح) وهو رفع الصوت بالندب والندب تعديد شمائل الميت* (غزوة حمراء الاسد) بفتح المهملة وسكون الميم ثم راء مع المد والاسد على لفظ الاسد المعروف وهو موضع على ثلاثة أميال من المدينة قاله في القاموس (وبلغوا الروحاء) بفتح الراء وبالمد قرية على مرحلتين من المدينة زاد البغوى

<<  <  ج: ص:  >  >>