للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقد يكون الابتلاء بالسراء والضراء. أما الابتلاء بالضراء فهذا الذي يوجب لرائيه الحمد أن عُوفي منه. وأما الابتلاء بالسراء فهذا يخفى على كثير من الناس، إذ جاء على هيئة نعمة وسرور، لكنه قد يحمل في طيه امتحان للدين أو ثبات على مبدأ، وهو امتحان قد يكون أصعب من سابقه، لأن الممتحن قد لا يشعر أنه في امتحان، فلا يأخذ أهبة الاستعداد، وقد تلهيه المسرات عن حمد الله والثناء عليه والقيام بحق الشكر والامتنان. فيأتي هذا الدعاء الجليل تذكرةً للغافل وشحذاً لهمة الذاكر في الإمعان بالحمد والاجتهاد بالشكر.

وإنّ من صفات الله " الغفار " فهو يغفر الذنب ويستره ويُنسي العبد ذنبه مادام قد تاب توبة نصوحاً. وإن من حظ العبد من اسم الله "الغفار" أن يستر عيوب إخوانه، فيُبرز الفعال الحسنة ويستر القبيحة، وينصح أخاه في السرّ ولا يفضحه أمام الخلق.

إنّ المؤمن عبدٌ تخلّق بأخلاق مولاه، وكلما ازدادت صلة العبد بربه اكتسب من صفات مولاه، ورحم العباد كما يرحم رب العباد عباده، فلن يتصيّد الأخطاء والعيوب من أخلاق المؤمنين.

يُروى أن سيدنا عيسى عليه السلام مرّ بجيفة كلب، فقال الحواريون:

<<  <   >  >>